أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم بشكل مفاجئ عن إلغاء المباراة الودية التي كان من المفترض أن يخوضها المنتخب الوطني الأول خلال فترة التوقف الدولي الممتدة من 1 إلى 10 يونيو المقبل، في خطوة فرضتها الأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة التي تمر بها البلاد، خاصة في العاصمة طرابلس والمناطق المجاورة.

 

وكان من المقرر أن يخوض منتخب "فرسان المتوسط" مباراة ودية في إطار تحضيراته للاستحقاقات المقبلة، وقد تلقى الاتحاد الليبي بالفعل عروضاً من منتخبات كوسوفو وغينيا وزمبيا لإجراء هذه المواجهة الإعدادية، إلا أن المستجدات الأمنية التي أعقبت مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار في ليبيا، خلال مايو الجاري، تسببت في تعليق هذه الخطط.

 

وأوضح الاتحاد الليبي في بيان رسمي نشره مساء الاثنين أن القرار جاء بعد دراسة دقيقة للظروف الراهنة، رغم رغبة المدير الفني للمنتخب، أليو سيسيه، في استغلال هذه الفترة للتحضير وخوض مواجهة ودية ذات طابع تنافسي.

 

وأضاف الاتحاد: "تم بالفعل استكمال الترتيبات المبدئية لإقامة لقاء تحضيري مع أحد المنتخبات الثلاثة، إلا أن التطورات الأخيرة أثرت على الروزنامة المحلية، ما دفعنا إلى اتخاذ قرار إلغاء المباراة".

 

وأشار البيان إلى أن الأولوية حالياً باتت تتركز على استكمال منافسات الدوري المحلي في موعدها المحدد، لضمان انتظام المسابقة وتحديد الأندية التي ستمثل ليبيا قارياً في البطولات الخارجية، وهو ما يتطلب استقراراً تنظيمياً وفنياً يصعب تحقيقه في ظل الوضع الأمني الحالي.

 

ورغم الإلغاء، أكد الاتحاد الليبي أن استعدادات المنتخب الوطني ستتواصل ضمن خطة محكمة تهدف إلى تحضير الفريق للمشاركة المرتقبة في بطولة كأس العرب للمنتخبات، المقررة إقامتها في قطر عام 2025، مشيراً إلى أن هذه التحضيرات ستتم بطريقة مدروسة تضمن الجاهزية الفنية دون الإخلال بمتطلبات المرحلة على مستوى الأندية المحلية.

 

وسيخوض منتخب ليبيا الدور التمهيدي لتصفيات كأس العرب بمواجهة نظيره الفلسطيني، وهي مباراة مصيرية تمثل بوابة التأهل إلى دور المجموعات حيث ينتظر كل من منتخبات قطر وتونس والفائز من مواجهة سوريا وجنوب السودان.

 

كما تنتظر الفريق مواجهتان مهمتان في سبتمبر المقبل أمام منتخبي أنغولا وإسواتيني ضمن تصفيات كأس العالم 2026، ما يجعل فترة التحضير المقبلة بالغة الأهمية.

 

الاتحاد الليبي ثمّن تفهم المجتمع الرياضي في ليبيا للقرار، مؤكداً حرصه على تحقيق التوازن بين استحقاقات المنتخب الوطني ومتطلبات استكمال الموسم المحلي، مع الحفاظ على الجاهزية الفنية والتنافسية لجميع الأطراف.

 

ويأتي هذا التحول في خطط المنتخب الليبي ليعكس مدى تأثير الأوضاع السياسية والأمنية على النشاط الرياضي في البلاد، إذ لا يزال اللاعبون والمدربون والإداريون يعملون وسط بيئة غير مستقرة، ما يفرض تحديات إضافية أمام تطور الكرة الليبية واستعادتها لمكانتها على الساحة القارية والدولية.