أثارت قضية حارس نادي العروبة رافع الرويلي جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي السعودي، بعد أن قررت محكمة التحكيم الرياضي سحب نقاط فوز العروبة على النصر، ومنحها للأخير، مما تسبب في هبوط العروبة إلى دوري يلو، وأعاد النصر إلى المنافسة على وصافة دوري روشن، ما أعاد ترتيب الأوراق في المراحل الأخيرة من المسابقة.
بداية الأزمة جاءت بعد احتجاج رسمي من نادي النصر على مشاركة الحارس الرويلي في الجولة 23 من دوري روشن، وهي المباراة التي انتهت بفوز العروبة 2-1.
النصر استند في احتجاجه إلى أن الحارس لا تنطبق عليه شروط الأهلية للمشاركة كلاعب محترف، نظراً لكونه لا يزال على رأس عمله في قطاع الدفاع المدني، وهو ما يتعارض مع لوائح لجنة الاحتراف التي تشترط التفرغ الكامل.
ورغم تأخر وصول الرد الرسمي من وزارة الرياضة إلى نادي النصر بسبب خطأ تقني في إرسال البريد الإلكتروني، فقد قبل مركز التحكيم الوثائق لاحقاً بعد تمديد فترة الترافع، وأصدر قراره النهائي بإلغاء نتيجة المباراة واحتسابها لصالح النصر، إضافة إلى تغريم نادي العروبة 50 ألف ريال سعودي.
هذا القرار تسبب في حالة من الغضب داخل نادي العروبة، الذي كان يعتمد على تلك النقاط في صراعه للبقاء بدوري المحترفين.
ورغم التقارير التي أشارت إلى نية النادي الانسحاب من مباراته الختامية في الدوري أمام التعاون، أكد عبدالعزيز الرويلي، نائب رئيس النادي، أن الفريق سيخوض اللقاء بشكل طبيعي.
وقال في تصريحات تلفزيونية: "بالتأكيد لن ننسحب وسنلعب مباراتنا.. وربنا يعوضنا خير".
الرويلي وصف قرار سحب النقاط بالمجحف والظالم، مشيراً إلى أنه لم تتم مراعاة الجوانب القانونية بشكل كافٍ، مضيفاً أن الخطاب الذي اعتمد عليه القرار يحمل تاريخاً لاحقاً لإغلاق القضية، وهو ما يثير الشكوك حول قانونية إعادة فتحها.
وأكد نائب رئيس النادي أن الإدارة لن تفرط بحق النادي، وأنها ستبحث كافة السبل القانونية للاستئناف ومواصلة التقاضي.
من جهة أخرى، أعاد القرار ترتيب المنافسة على بطاقات التأهل الآسيوية، حيث قفز النصر إلى المركز الثالث برصيد 70 نقطة، متأخراً بنقطتين فقط عن الهلال الوصيف، الذي يملك 72 نقطة.
ويحتاج النصر للفوز على الفتح في الجولة الأخيرة، وانتظار تعادل أو خسارة الهلال أمام القادسية، من أجل خطف المركز الثاني والتأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة.
قضية الرويلي فتحت نقاشاً واسعاً حول تطبيق اللوائح وشفافية الإجراءات القانونية في كرة القدم السعودية، وطرحت تساؤلات حول حدود تدخل مركز التحكيم الرياضي، الذي أصدر حكماً وصفه الرويلي بأنه غير مسبوق في عالم كرة القدم.
في المقابل، يصر النصر على أنه تحرك ضمن الإطار القانوني، ونجح في إثبات مخالفات واضحة، ما يعكس أيضاً شدة المنافسة التي باتت تشهدها الجولات الأخيرة من الدوري، سواء في القمة أو القاع.
وبينما يطوي العروبة موسمه بحزن الهبوط، لا تزال تداعيات هذه القضية مرشحة للتصاعد، في ظل تمسك إدارة النادي بموقفها وإصرارها على الاستئناف، ما يجعل من الملف أحد أكثر القضايا تعقيداً وإثارة للجدل في تاريخ المسابقة.