في مشهد مؤثر ومليء بالمشاعر، خطف النجم المصري محمد صلاح الأضواء من جديد، ليس بهدف أو تمريرة حاسمة هذه المرة، بل بدخوله الملعب رفقة ابنتيه مكة وكيان، قبل انطلاق مباراة ليفربول أمام كريستال بالاس، في ختام منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024-2025.
محمد صلاح وابنتاه... لحظة إنسانية في ليلة التتويج داخل أنفيلد
المباراة التي أقيمت على ملعب أنفيلد تحولت إلى احتفال جماهيري ضخم بمناسبة تتويج ليفربول رسمياً بلقب البريميرليغ، بعد موسم استثنائي قاده فيه المدرب الهولندي آرني سلوت بنجاح إلى قمة الكرة الإنجليزية.
دخول يحمل أكثر من معنى
محمد صلاح، الذي كان ضمن قائمة ليفربول للمباراة، دخل أرض الملعب ممسكاً بيدي ابنتيه، وسط تصفيق كبير وهتافات جماهيرية حملت الكثير من الحب والامتنان. هذه اللقطة لم تكن مجرد لحظة إنسانية عابرة، بل جسدت علاقة استثنائية بين اللاعب وجماهير ناديه، وبين العائلة وكرة القدم، وبين المجد الشخصي والانتماء الجمعي.
في وقت تتوجه فيه الأنظار عادة نحو الكؤوس والجوائز، جاءت هذه اللقطة لتؤكد أن هناك بعداً آخر للعبة، بعداً إنسانياً وعاطفياً يجعل كرة القدم أكثر من مجرد رياضة.
ليفربول بطل إنجلترا من جديد
توج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثانية في خمس سنوات، بعد موسم شهد تنافساً شديداً مع مانشستر سيتي وآرسنال، لكنه استطاع الحسم في الجولات الأخيرة بفضل أداء جماعي منسجم وروح قتالية عالية.
محمد صلاح كان من الأعمدة الرئيسية في هذا الإنجاز، حيث قدّم موسماً مميزاً كعادته، وواصل أرقامه القوية من حيث تسجيل الأهداف وصناعة اللعب، رغم التغييرات التكتيكية التي طرأت مع قدوم المدرب الجديد.
ما أن دخل صلاح إلى الملعب حتى وقفت جماهير أنفيلد لتحيته، في مشهد بدا وكأنه تكريم غير رسمي لما قدمه اللاعب المصري منذ انضمامه إلى الفريق في 2017. ومع كل الهتافات التي ارتفعت باسمه، شعر الكثير من المتابعين وكأن الجمهور كان يودع صلاح أو يرسل رسالة واضحة بأنه سيبقى دائماً في قلوبهم، بغض النظر عن مستقبله.
تفاعل واسع على منصات التواصل
الصورة العائلية لصلاح مع ابنتيه أصبحت حديث رواد منصات التواصل الاجتماعي في الدقائق الأولى من انتشارها واعتبر كثيرون أن هذه اللقطة تكرّس صورة اللاعب كأب حنون ونموذج يُحتذى به، ليس فقط على الصعيد الرياضي بل الإنساني أيضاً.
عدد من المحللين أشاروا إلى أن هذه الصورة تجسد الجانب الآخر من حياة النجوم، الذي غالباً ما يُخفى خلف أضواء الملاعب وعدسات الكاميرات لكنها اليوم ظهرت واضحة: نجم عالمي في ذروة مجده، يعيش لحظة دفء مع عائلته أمام الآلاف.
مستقبل صلاح... هل هي لحظة وداع؟
رغم أن المباراة كانت ذات طابع احتفالي، فإن توقيت هذه اللفتة الإنسانية ومعها التفاعل الجماهيري الكبير، طرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه لحظة وداع محتملة لصلاح في أنفيلد كما ان اللاعب لم يلمّح بشكل مباشر إلى رحيله، لكن تقارير إعلامية تحدثت سابقاً عن احتمال خوضه تجربة جديدة، ربما في دوري آخر أو قارة جديدة.
إلا أن صلاح بدا مبتسماً ومرتاحاً، وهو ما قد يشير إلى رغبته في البقاء، أو على الأقل إنهاء مشواره مع ليفربول بأسلوب يليق بما قدمه من إنجازات وأرقام تاريخية.
قد تكون هناك لقطات رائعة كثيرة هذا الموسم: أهداف حاسمة، تصديات بطولية، لحظات تتويج، وصيحات فرح لكن من المؤكد أن لحظة دخول محمد صلاح رفقة ابنتيه إلى ملعب أنفيلد ستكون واحدة من أكثر اللقطات رسوخاً في ذاكرة المشجعين.
محمد صلاح لم يحتج إلى هدف أو تمريرة حاسمة في هذه الليلة ليخطف القلوب. حضوره العائلي البسيط كان كافياً ليروي حكاية حب طويلة بينه وبين أنفيلد وفي ليلة تتويج ليفربول بلقبه المستحق، خط النجم المصري فصلاً جديداً في قصته مع النادي، قصة بدأت بمغامرة وأصبحت أسطورة.
سواء واصل صلاح مسيرته مع ليفربول أم قرر الانتقال إلى محطة جديدة، فإن لحظة دخوله مع ابنتيه ستبقى رمزاً لمعنى أعمق لكرة القدم، حيث يلتقي المجد مع الحب، والنجاح مع الإنسانية.