في واحدة من أكثر اللحظات المؤثرة في تاريخ ريال مدريد الحديث، يودع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي والنجم الكرواتي لوكا مودريتش جماهير ملعب سانتياغو بيرنابيو مساء اليوم السبت، خلال المواجهة التي تجمع الفريق الملكي بنظيره ريال سوسيداد ضمن الجولة 38 والأخيرة من الدوري الإسباني.

 

ورغم أن المباراة لا تحمل أي أهمية ترتيبية للفريقين، بعد أن حسم برشلونة اللقب قبل أسابيع، إلا أن قيمتها المعنوية والتاريخية ستبقى خالدة في ذاكرة المدريديين، كونها تشكل نهاية رحلة طويلة لكلا الرمزين في العاصمة الإسبانية.

 

المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، الذي يُعتبر أحد أبرز من مروا على دكة ريال مدريد، يُنهي مسيرته مع الفريق بعد سنوات حافلة بالألقاب واللحظات المجيدة.


قاد أنشيلوتي الريال لتحقيق دوري أبطال أوروبا مرتين، إضافة إلى لقب الدوري الإسباني، وكأس الملك، وكأس السوبر الإسباني، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.

 

ويغادر أنشيلوتي رسميًا ليبدأ تجربة جديدة مع المنتخب البرازيلي، حيث سيتولى قيادته في تصفيات كأس العالم وكوبا أميركا المقبلة، في تحدٍ جديد يُضاف إلى مسيرته الأسطورية.

 

أما اللقاء، فسيكون ذا طابع خاص أيضًا للنجم الكرواتي لوكا مودريتش، الذي يخوض آخر مباراة له في الليغا بقميص الريال بعد أكثر من 12 عامًا من التألق.


اللاعب البالغ من العمر 39 عامًا قرر إنهاء مسيرته مع الفريق الملكي، بعد أن كتب فصولًا مذهلة في خط وسط ريال مدريد، وكان أحد أضلاع الهيمنة الأوروبية خلال العقد الأخير.

 

خاض مودريتش أكثر من 500 مباراة، وساهم بشكل مباشر في التتويج بخمس بطولات دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى عدة ألقاب محلية وقارية، وأصبح أحد رموز الفريق وأحد أنقى المواهب في تاريخ اللعبة.

 

بخلاف وداع أنشيلوتي ومودريتش، ينهي ريال مدريد موسمه بخيبة أمل نسبية، بعدما احتل المركز الثاني خلف برشلونة برصيد 81 نقطة من 25 انتصارًا، و6 تعادلات، و6 هزائم.


الفريق خرج من دوري الأبطال أمام آرسنال في ربع النهائي، وفشل في التتويج بـ كأس الملك والسوبر الإسباني، ما دفع الإدارة إلى التفكير في ضخ دماء جديدة الموسم المقبل.

 

ورغم الموسم الصفري، تُعلق جماهير الريال آمالًا على قدوم كيليان مبابي، الذي قد يُعلن انضمامه رسميًا بعد المباراة، ليكون بمثابة بداية لعصر جديد في البرنابيو.

 

أرقام الفريقين


ريال سوسيداد يحتل المركز 11 برصيد 46 نقطة، من 13 فوزًا و7 تعادلات و17 خسارة.

 

لقاء الذهاب انتهى لصالح ريال مدريد (2-0).

 

الفريقان التقيا في نصف نهائي كأس الملك، وفاز الريال ذهابًا (1-0) وتعادلا إيابًا (4-4).

 

بدأت المباراة بلحظات إنسانية مميزة، حيث دخل لاعبو ريال مدريد تحت تصفيق الجماهير، وخصّت الجماهير لوكا مودريتش بتحية حارة وهتافات وداعية، في لحظة مؤثرة تجسد مدى ارتباط اللاعب بجماهير الميرينغي.

 

مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد اليوم ليست مجرد لقاء ختامي للموسم، بل لحظة وداع لعصر ذهبي مثل فيه أنشيلوتي ومودريتش ركيزتين أساسيتين في مسيرة النادي.


وبينما تطوي مدريد هذه الصفحة، تبدأ كتابة فصل جديد من الطموحات، لعلها تحمل لقبًا طال انتظاره في الموسم المقبل.