بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، ودع المصريون والعالم الإسلامي أحد أبرز أعلام التلاوة القرآنية، رحيل القارئ الشيخ سيد سعيد، الذي توفي صباح السبت عن عمر ناهز 82 عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء في خدمة كتاب الله، اشتهر الشيخ سيد سعيد بصوته الخاشع المؤثر وتلاوته المميزة لسورة يوسف، التي أسرت قلوب المستمعين وتركت أثرًا خالدًا في نفوس محبي القرآن الكريم، وقد غيّبه الموت بعد صراع مع المرض، مخلفًا وراءه إرثًا صوتيًا روحانيًا ومحبين لا يُحصون، نعوه بكلمات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي امتلأت بالسواد حدادًا على رحيله
موعد الجنازة ومكان الدفن
تقرر تشييع جنازة الشيخ الجليل في مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية، حيث ستنطلق مراسم التشييع من قريته "ميت مرجا سلسيل"، وذلك:
-
صباح يوم الأحد الموافق 25 مايو
-
من مسجد القرية الكبير
-
وسط حضور شعبي وجماهيري من محبيه وتلامذته
وسيتم استقبال العزاء من قبل أسرة الفقيد:
-
في اليوم التالي الاثنين
-
بمقر العائلة في نفس القرية
وقد توافدت التعازي من مختلف أنحاء مصر وخارجها تقديرًا لمكانة الشيخ الكبير ومكانته بين القراء
مسيرة عطرة في رحاب القرآن
يُعد الشيخ سيد سعيد من القراء الذين تركوا بصمة فريدة في عالم التلاوة، فقد جمع بين الإحساس العميق بجماليات النص القرآني والقدرة الصوتية الفائقة، وتميز في مسيرته بـ:
-
قراءة سورة يوسف بتأثير بالغ وشهرة واسعة
-
إتقان المقامات الصوتية دون تكلف
-
الحفاظ على أحكام التلاوة والروح التعبدية في القراءة
وكان حضوره في المناسبات الدينية مميزًا، حيث دعا الناس إلى الخشوع والتدبر، وهو ما جعل صوته محفورًا في الذاكرة الجماعية لجمهور القراء
نعي واسع من محبيه على مواقع التواصل
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء مفتوح بمجرد إعلان نبأ الوفاة، حيث نعاه جمهور عريض بكلمات تفيض حزنًا، ومن أبرز ما نُشر:
-
"وداعًا لصوت من السماء كان يدخل القلب بلا استئذان"
-
"الشيخ سيد سعيد، صاحب تلاوة سورة يوسف التي لا تُنسى"
-
"رحمك الله يا سلطان القراء، كنت رفيقًا للقلوب في ظلمة الليل"
وقد شارك عدد من المشايخ والقراء الكبار في النعي، مستذكرين مواقفه وأخلاقه الرفيعة وتواضعه رغم شهرته الواسعة
إرث خالد في ذاكرة الأمة
لم يكن الشيخ سيد سعيد مجرد قارئ، بل كان قدوة ومصدر إلهام لجيل من القراء الشباب، ومن أبرز ملامح إرثه:
-
تسجيلات خاشعة ستبقى تذاع وتُبكي القلوب
-
أسلوبه المميز في الأداء الذي يحتذى به
-
حضوره البارز في الإذاعة والتلفزيون المصري
وقد ترك إرثًا غنيًا سيظل منارة تُهتدى بها الأجيال المقبلة في حب القرآن وتلاوته بإخلاص وخشوع
رحل سلطان القراء الشيخ سيد سعيد، لكن صوته باقٍ في المساجد والمنازل والقلوب، سيظل يتردد في الآذان ويوقظ الأرواح، لقد طوى الموت جسده، لكنه لم يطفئ نوره، فبصمته القرآنية ستبقى نبراسًا يضيء طريق من أحبوا التلاوة وتعلموا على صوته، رحم الله الفقيد وألهم أهله ومريديه الصبر والسلوان، وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.