في مشهد غير معتاد يدمج بين الذكاء الاصطناعي والرياضة القتالية، تستعد مدينة هانغتشو الصينية يوم الأحد المقبل لاستضافة واحدة من أغرب التحديات التكنولوجية على الإطلاق، حيث تُقام بطولة ملاكمة تجمع بين روبوتات شبيهة بالبشر في منافسة تحاكي الرياضات القتالية التقليدية.
البطولة تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التفاعلية التي تنظمها مجموعة الصين للإعلام بالتعاون مع عدد من الشركات والمؤسسات التكنولوجية الرائدة، وتهدف إلى تسليط الضوء على التقدم المذهل في مجالات الروبوتات والتعلم الآلي.
وفي عروض تحضيرية أقيمت في الأيام السابقة، تنافس روبوتان تابعان لشركة "يوني تري روبوتيكس" الناشئة، في جولات تدريبية داخل الحلبة، أبهرت الحاضرين بأداء مذهل شمل:
تفادي الضربات بمرونة ملحوظة
القدرة على النهوض سريعًا بعد السقوط
كل ذلك جعل المراقبين يصفون هذه الروبوتات بأنها "أقرب ما تكون إلى محاكاة الرياضيين المحترفين"، ودفعت البعض للتساؤل إن كانت الرياضة البشرية في طريقها إلى منافسة تكنولوجية فعلية.
بحسب مهندسي شركة "يوني تري"، فإن الروبوتات خضعت لسلسلة من الترقيات الدقيقة خلال الأشهر الماضية، شملت:
تعزيز خوارزميات التحكم الحركي
زيادة قدرة التحمل ضد الضربات القوية
تحسين استجابة الروبوت للبيئة المحيطة وتغيراتها
وتستند الروبوتات المقاتلة إلى قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على آلاف الحركات القتالية الحقيقية، جُمعت من مباريات ملاكمة وفنون قتالية مختلطة، وتم تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي عليها بطرق متقدمة.
هذا الأمر يسمح للروبوتات باتخاذ قرارات فورية خلال القتال، كتحسين زاوية الضربة، أو اختيار الدفاع المناسب، أو حتى التراجع التكتيكي، دون تدخل بشري مباشر أثناء المباراة.
يرى عدد من المتخصصين المشاركين في الحدث أن هذه البطولة ليست مجرد عرض ترفيهي، بل تجربة بحثية وتقنية تهدف إلى استكشاف قدرات الروبوتات في مجالات تتطلب تفاعلًا بدنيًا واتخاذ قرارات سريعة.
ويضيف هؤلاء أن مثل هذه المشاريع ستفتح الباب أمام استخدامات أوسع للروبوتات في مجالات مثل:
التدريب الرياضي الذكي
المحاكاة العسكرية
التعليم والتأهيل البدني
وحتى الطب الرياضي والفيزيائي
تساؤلات حول الحدود الأخلاقية
ورغم الحماسة التي رافقت الإعلان عن البطولة، أثارت الفكرة جدلًا أخلاقيًا وتقنيًا في بعض الأوساط، خاصة فيما يتعلق بإمكانية استخدام هذه التقنية لأغراض غير رياضية، أو تجاوز الروبوتات الحدود المرسومة لها في التفاعل البدني.
غير أن المنظمين شددوا على أن كل الروبوتات المشاركة تخضع لأنظمة تحكم صارمة، وتعمل ضمن إطار بحثي واضح الهدف، وبتعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي.