تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مقطع فيديو يظهر لحظة طريفة وغير معتادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال وجوده في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وذلك أثناء توقيعه عددًا من الأوامر الرئاسية التنفيذية بحضور مسؤولين كبار، من بينهم وزير الدفاع الأمريكي.
ووفقًا لما نشرته شبكة CNN، فقد ورد اتصالان هاتفيان على هاتف ترامب الشخصي خلال الحدث، وتحديدًا في لحظة رسمية وهو يوقع الأوامر، ما لفت انتباه الحضور وعدسات الكاميرا.
بحسب الفيديو، قال ترامب إن المكالمتين كانتا من عضوين في الكونغرس الأمريكي أرادا تهنئته، دون أن يوضح بمناسبة ماذا. إلا أن الملفت كان رده على الاتصال، حيث بدا كأنه حاول الرد على أحدهما، لكنه مرر إصبعه بطريقة غير صحيحة على الشاشة، ثم أطفأ الهاتف بشكل مباشر، قائلاً بنبرة غير مبالية: "إنه أحد أعضاء الكونغرس"، قبل أن يظهر عليه علامات انزعاج واضحة، واحمرّ وجهه للحظة وجيزة.
المشهد أثار ردود فعل واسعة على الإنترنت، حيث كتب أحد المدونين على منصة إكس (تويتر سابقًا): "لا يمكن اختلاق هذا المشهد... ما إن انتقد ترامب شركة أبل لصناعة هواتفها في الخارج، حتى بدأ هاتفه يرن، وبدا كأنه لا يعرف كيف يرد عليه... ثم أغلقه وقد احمرّ وجهه بسرعة. من هو هذا العضو فعلًا؟"
بعيدًا عن الواقعة المثيرة، كان ترامب يوقع خلال الجلسة عددًا من الأوامر الرئاسية التنفيذية، في إطار استراتيجيته لتوسيع البنية التحتية الصناعية للطاقة النووية. وشملت الأوامر:
- إصلاح عمل هيئة التنظيم النووي الأمريكية
- تحسين آليات اختبار المفاعلات النووية التابعة لوزارة الطاقة
- دعم وتوسيع القاعدة الصناعية النووية الوطنية
ويعد هذا التوجه جزءًا من خطة ترامب لإعادة إحياء الصناعات المحلية وفرض مزيد من السيطرة على القطاعات الاستراتيجية الحيوية، خاصة في مجالات الطاقة والدفاع.
الفيديو يأتي بعد أيام قليلة من موقف آخر مثير للجدل، حين استقبل ترامب رئيس جنوب أفريقيا بطريقة وصفت بأنها "محرجة"، بعدما عرض خلال اللقاء مقطع فيديو يتحدث عن "إبادة جماعية مزعومة" في جنوب أفريقيا، وهو ما أثار انتقادات دولية وردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية.
كل هذه المشاهد تعزز من صورة ترامب كشخصية سياسية لا تخلو من الاستعراض والجدل، خصوصًا مع عودته القوية إلى المشهد السياسي الأمريكي استعدادًا للانتخابات المقبلة، حيث يسعى لإعادة تقديم نفسه على أنه الرئيس القوي القادر على اتخاذ قرارات حاسمة، حتى إن لم تكن دائمًا محل توافق.
من مكالمة لم يرد عليها إلى قرارات استراتيجية تتعلق بالمفاعلات النووية، يواصل ترامب إثارة الجدل، سواء عبر مواقفه السياسية أو لحظاته العفوية أمام الكاميرات وبين الانتقادات والدعم، يبقى ترامب شخصية محورية لا يمكن تجاهلها في المشهد السياسي الأمريكي الحالي.