أثار النجم الشاب لامين يامال، لاعب نادي برشلونة وأحد أبرز اكتشافات الموسم الكروي الحالي، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن قام بإلغاء متابعة الحساب الرسمي لليونيل ميسي، أسطورة النادي الكتالوني، على منصة "إنستغرام"، في خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات المتابعين، رغم أنها قد تبدو في ظاهرها مجرد تفصيل رقمي.
تصرف لامين يامال يثير الجدل بعد إلغاء متابعته لحساب ليونيل ميسي على "إنستغرام"
الخطوة التي أقدم عليها يامال، الذي لم يتجاوز عمره 17 عامًا، أثارت ردود فعل متباينة بين جماهير برشلونة، حيث رأى البعض أنها تصرف عفوي لا يُقصد منه الإساءة أو التقليل من مكانة ميسي، بينما اعتبر آخرون أن التصرف يفتقر للتقدير، خاصة أن "البرغوث الأرجنتيني" يُعد رمزًا لا يُمس في تاريخ برشلونة.
وبينما يرى البعض أن إلغاء المتابعة ليس معيارًا للعلاقة بين اللاعبين، فإن منصات التواصل الاجتماعي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى منبر علني للتعبير عن المواقف والانتماءات وحتى الخلافات بين نجوم الكرة.
ميسي ويامال.. صورة قديمة وتاريخ مشترك دون لقاءات حقيقية
رغم أن لامين يامال وميسي لم تجمعهما مسيرة ميدانية في برشلونة، فإن علاقة رمزية تربط بينهما، تعود إلى صورة قديمة التُقطت في عام 2008، ظهر فيها يامال طفلًا رضيعًا في حملة إعلانية دعائية إلى جانب ميسي، الذي كان آنذاك في بدايات تألقه مع برشلونة.
ومنذ تصعيده للفريق الأول خلال موسم 2023-2024، لم يُتح ليامال فرصة اللعب إلى جانب ميسي الذي كان قد غادر إلى باريس سان جيرمان ثم إلى إنتر ميامي الأمريكي. لكن رمزية ميسي داخل برشلونة، التي تشمل أجيالاً من اللاعبين، كانت سببًا في اعتبار تصرف يامال مثيرًا للتساؤلات
من مواقع التواصل إلى أرض الملعب.. مواجهة محتملة
ورغم أن مسارات اللاعبين لم تلتق بعد داخل الملعب، إلا أن تصاعد الحديث عن احتمال مواجهة ميسي ويامال قد يتحقق قريبًا، من خلال بطولة "فيناليسيما"، التي تجمع بين بطل يورو 2024 (إسبانيا) الذي قد يمثل فيه يامال أحد الأسماء الأساسية، وبطل كوبا أمريكا (الأرجنتين) بقيادة ميسي.
وفي حال تأهل المنتخبين إلى النهائي المنتظر، قد يكون ذلك أول مشهد فعلي يجمع النجمين الشاب والمخضرم وجهًا لوجه في موقعة دولية بارزة.
حضور رقمي لا يقل أهمية عن الأداء في الملاعب
يُذكر أن اللاعبين في العصر الحديث أصبحوا يولون أهمية متزايدة لحضورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها نافذتهم الأبرز للتواصل مع الجماهير، وبناء العلامة الشخصية، ونقل مواقفهم، بل وحتى خلق التفاعلات الإعلامية.
ولعلّ هذا ما يفسر الضجة التي تسببت فيها خطوة يامال، التي وإن كانت رمزية، إلا أنها تعبّر ضمنيًا عن تطور العلاقة بين الأجيال داخل النادي الكتالوني، وربما عن تحوّلات أعمق في توازن الرموز بين الحاضر والماضي في برشلونة.
في النهاية، يبقى ميسي أسطورة لا تُنسى في تاريخ برشلونة، ويبقى يامال أحد أضواء الجيل الجديد الذي يحمل على عاتقه مسؤولية مواصلة المجد، حتى وإن ظهرت بعض الإشارات التي قد تفتح المجال أمام التأويلات الرقمية في زمن أصبحت فيه "المتابعة" و"إلغاء المتابعة" ذات وقع يعادل التصريحات الرسمية.