في خطوة لافتة ذات طابع إنساني وثقافي، وجّه النجم الفرنسي كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد الإسباني، الأنظار نحو الجزائر من جديد، ولكن هذه المرة من خلال مبادرة خيريّة تحمل بعدًا إنسانيًا ووجدانيًا، تجسيدًا لجذوره الجزائرية من جهة، ودوره المجتمعي كأيقونة رياضية عالمية من جهة أخرى.

 

أعلنت جمعية مبابي الخيرية "Inspiré par Kylian Mbappé" (IBKM 98)، عن تنظيم رحلة ثقافية وإنسانية إلى الجزائر ضمّت 20 طفلاً فرنسيًا، في إطار أنشطة الجمعية التي تهدف إلى تعزيز قيم التضامن والانفتاح الثقافي.

 

وعلى الرغم من تأجيل زيارة مبابي الشخصية للجزائر خلال صيف 2023 بسبب انشغاله وقتها بانتقاله إلى ريال مدريد، فإن اللاعب لم يتخلى عن وعده الرمزي تجاه وطن والدته، فايزة العماري، التي تنحدر من منطقة القبائل الجزائرية.

 

الرحلة لم تكن عادية، بل حملت في طياتها رسائل إنسانية ورمزية فقد زار الأطفال أبرز المعالم التاريخية والثقافية الجزائرية، شملت:

 

القصبة العتيقة في قلب العاصمة، أحد رموز التراث الإنساني.

مقام الشهيد، النصب التذكاري الذي يخلّد شهداء ثورة التحرير الجزائرية.

الآثار الرومانية في تيبازة، الواقعة على الساحل الغربي للعاصمة.

شواطئ تيبازة الشهيرة، التي كانت محطة استجمام وتأمل في جمال الطبيعة المتوسطية.

 

ونشرت الجمعية عبر "إنستجرام" صوراً توثق هذه الرحلة، معلقة: "أيام قليلة لاكتشاف عجائب الجزائر وتيبازة... تجربة لن تنسى".

 

تهدف المبادرة، وفقًا لمسؤولي الجمعية، إلى مد جسور التفاهم بين الثقافات، وتشجيع الأطفال الفرنسيين على التعرف على التاريخ والهويات المتنوعة، بما يرسخ مفهوم "الانفتاح على الآخر" ويكافح الصور النمطية.

 

كما أن لهذه الخطوة دلالة خاصة، إذ تأتي من نجم عالمي من أصول جزائرية، لطالما عبّر عن فخره بجذوره، رغم تمثيله لمنتخب فرنسا.

 

هذه الزيارة الجماعية تعيد إحياء التساؤلات عن الزيارة الشخصية المرتقبة لكيليان مبابي للجزائر، والتي تكررت الإشارات إليها خلال الأشهر الماضية فقد سبق لوالدته "فايزة العماري" أن زارت الجزائر في أبريل الماضي، ما أشعل التكهنات وقتها حول زيارة وشيكة للنجم الفرنسي وفي مقابلة تلفزيونية سابقة، صرّح مبابي قائلاً: "زيارتي للجزائر ليست مسألة إذا، بل متى كل شيء متعلق بالوقت المناسب".

 

ومع خروج ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم وانتهاء ارتباطاته الرياضية مبكرًا، يبدو أن الوقت قد بات مناسبًا لهذه الزيارة المنتظرة التي قد تحمل طابعًا رسميًا وشعبيًا في آن واحد.