أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الجمعة، عن اختتام تمرين عسكري واسع النطاق حمل اسم "براك تامير"، والذي جرى تنفيذه خلال الأسبوع الماضي بمشاركة عدد من الهيئات والوكالات الحكومية والعسكرية، بهدف رفع مستوى التنسيق وتحسين سرعة الاستجابة للأحداث الطارئة، لا سيما تلك التي تتضمن سيناريوهات حرب متعددة الجبهات.

 

وبحسب ما نشره أدرعي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، فإن التمرين جرى على مستوى هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وتم تصميمه ليحاكي سيناريوهات تصعيد عسكري مفاجئ على أكثر من جبهة، بالتوازي مع تهديدات داخلية تتطلب استجابة منسّقة وسريعة بين مختلف الأذرع.

 

وأشار أدرعي إلى أن التمرين ركّز على تعزيز استمرارية العمل العسكري في حالات الطوارئ، إضافة إلى التدريب على خطوات الاحتماء والحفاظ على العناصر الحيوية في بنية الجيش، مثل مراكز القيادة، وشبكات الاتصالات، والأنظمة اللوجستية، التي يُعوَّل عليها في حالات الطوارئ الممتدة.

 

وأوضح المتحدث باسم الجيش أن هدف التمرين كان واضحًا: تحقيق التناغم بين مختلف الوحدات والجهات السيادية في أوقات الأزمات، بما في ذلك أجهزة الدفاع المدني، والشرطة، والاستخبارات، والمؤسسات المدنية، لضمان استجابة سريعة ومتكاملة في حال اندلاع مواجهات أو وقوع كوارث طبيعية أو هجمات مركبة.

 

وأضاف: "هدف التمرين هو تحسين وتيرة ونوعية الاستجابة السريعة للسيناريوهات المختلفة خلال أحداث طارئة ومفاجئة"، مؤكدًا أن الجيش استعرض من خلاله جهوزية مراكز القيادة والسيطرة، ونقاط توزيع القوى، والتعاون بين الجيش والجهات المدنية.

 

يأتي هذا التمرين في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، لاسيما على الحدود الشمالية مع لبنان، والتطورات المستمرة في قطاع غزة، بالإضافة إلى مخاوف من توسع الصراع إلى جبهات أخرى في حال حدوث تطورات مفاجئة.

 

ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن التمرين "براك تامير" شمل محاكاة سيناريوهات هجوم صاروخي واسع النطاق، ومحاولات تسلل بري من عدة محاور، إضافة إلى اختراقات سيبرانية قد تستهدف البنى التحتية العسكرية والمدنية في آن معًا.

 

وتأتي هذه التدريبات أيضًا في وقت تُحذر فيه الحكومة الإسرائيلية من احتمال تصاعد المواجهة مع إيران أو وكلائها الإقليميين، وهو ما يفسّر تركيز التمرين على تنسيق الجهود بين المستويات المختلفة، لضمان الحفاظ على تماسك القيادة والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة.

 

من اللافت أن التمرين لم يقتصر على الجانب العسكري البحت، بل تضمن أيضًا تدريبات على سبل التعاون بين الجيش ووزارات الحكومة، والمجالس المحلية، ومؤسسات الطوارئ المدنية، مثل الإسعاف والإنقاذ، وشركات الكهرباء والمياه، تحسبًا لانقطاع الخدمات الأساسية في حال اندلاع حرب متعددة الجبهات.

 

ويرى محللون أن إدماج الجهات المدنية في هذا النوع من التدريبات يعكس قلقًا متزايدًا لدى القيادة الإسرائيلية من تكرار سيناريوهات الإرباك الداخلي، كما حدث خلال جولات التصعيد السابقة، حيث عانت مناطق مختلفة من انقطاعات في الكهرباء والإنترنت وخدمات الطوارئ، ما أضعف القدرة على التعامل مع الحدث الميداني بشكل فوري.

 

على الرغم من عدم الإفصاح عن نتائج التمرين بالتفصيل، إلا أن مصادر أمنية إسرائيلية وصفت التمرين بأنه "ناجح وفعّال"، مشيرة إلى أن هيئة الأركان راضية عن مستوى التنسيق الذي تم تحقيقه خلاله، وأنه سيتم إجراء تقييم شامل للاستفادة من الدروس والملاحظات.

 

في المقابل، يرى مراقبون أن هذا التمرين يعكس مستوى القلق الحقيقي لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية من احتمال تدهور الأوضاع على أكثر من جبهة في وقت واحد، خاصة مع تصاعد التحذيرات من اندلاع حرب شاملة قد تشمل إيران، حزب الله، وحركات المقاومة في غزة.