بعد سلسلة من الجلسات التي جذبت اهتمامًا إعلاميًا عالميًا، انسحبت هيئة المحلفين الفرنسية للمداولة في قضية السطو المسلح التي تعرضت لها نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان في باريس عام 2016، حيث ينتظر عشرة متهمين، أبرزهم عمر آيت خداش، صدور الأحكام بحقهم بعد محاكمة دامت لأسابيع.
هيئة المحلفين الفرنسية تبدأ المداولة في قضية سطو كيم كارداشيان 2016: اعتذار مؤثر وتفاصيل صادمة
تعود القضية إلى ليلة من ليالي أسبوع الموضة في باريس، عندما تعرضت كيم كارداشيان لواحدة من أكثر عمليات السطو شهرة في العقد الأخير، حيث تم اقتحام جناحها داخل فندق فاخر من قبل مجموعة مسلحة، قامت بتقييدها تحت تهديد السلاح وسرقة مجوهرات تقدر قيمتها بأكثر من 10 ملايين دولار الحادثة خلفت صدمة نفسية كبيرة لكارداشيان، والتي تحدثت عنها بالتفصيل خلال شهادتها أمام المحكمة الأسبوع الماضي.
رسالة اعتذار مؤثرة من المتهم الأبرز
في مشهد إنساني لافت خلال جلسات المحاكمة، وجه المتهم عمر آيت خداش المتهم الرئيسي بتهديد كارداشيان بمسدس رسالة اعتذار علنية إلى الضحية، قال فيها: "أقدم ألف اعتذار... لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن مدى أسفي".
وأضاف، في رسالة مكتوبة قُرئت داخل قاعة المحكمة التاريخية: "أنا آسف على الألم الذي سببته لكِ ولزوجكِ وأطفالكِ ومن يحبونكِ".
وقد قرأ القاضي أيضًا رسالة سابقة كان آيت خداش قد كتبها أثناء توقيفه عام 2017، أعرب فيها عن تأثره بمشاهدته لكيم كارداشيان على شاشة التلفاز، مؤكدًا أن رسالته ليست تملقًا أو طلبًا للمغفرة، بل اعتراف حقيقي بالأذى الذي تسبب به.
ردّ كارداشيان: "أسامحك... ولكن"
ردّت كارداشيان على تلك الرسائل بدموع ظاهرة أمام المحكمة، قائلة: "هذه التجربة غيرت حياتي وحياة عائلتي. أُقدّر هذه الرسالة وأسامحك، ولكن لا يمكن تجاهل الألم والصدمة التي عانيتُ منها".
وتحدثت كارداشيان، خلال شهادتها، عن كيف أثرت الحادثة على حياتها المهنية والشخصية، حيث أصبحت أكثر حذرًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت تُظهر تفاصيل رحلاتها ومكان إقامتها لحظة بلحظة. وأكدت أن ذلك الانكشاف قد يكون ساهم في استهدافها من قبل الجناة.
الادعاء العام يطالب بعقوبة مشددة
طالبت المدعية العامة آن دومينيك ميرفيل بتوقيع عقوبة السجن لمدة عشر سنوات بحق آيت خداش، معتبرة أن ندمه "جاء متأخرًا بعد سنوات من الإنكار والمماطلة".
في المقابل، حاول المتهم تبرئة نفسه من مسؤولية التخطيط للعملية، مدعيًا أن "شخصًا آخر هو من تولى التنظيم، وأنه نُقل إلى مكان الحادث دون علم كامل بتفاصيل الجريمة".
ما الذي سيحدث بعد؟
مع انسحاب هيئة المحلفين للمداولة، ينتظر أن يتم إعلان الأحكام خلال الأيام المقبلة وستكون النتائج بمثابة نقطة نهاية قانونية لواحدة من أكثر قضايا الجريمة شهرة وتأثيرًا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي سلّطت الضوء على التهديدات الأمنية التي قد يواجهها المشاهير نتيجة للانكشاف الرقمي.
قضية كيم كارداشيان لم تكن مجرد سطو على مجوهرات، بل حادثة غيّرت نظرة نجمة من نجمات العالم الرقمي إلى الأمان الشخصي، وكشفت عن الثمن الباهظ الذي قد يدفعه المشاهير في عصر التتبع اللحظي والمعلومات العامة.
ويبقى السؤال الآن: هل ستُغلق هذه القضية بحكمٍ يُرضي العدالة والضحية، أم أن فصولها قد تستمر في ساحات القانون والجدل العام؟