في تطور طال انتظاره من جمهورها، بدأت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب مرحلة جديدة من مسيرتها الفنية، معلنة عودة أغانيها إلى المنصات الموسيقية بعد انتهاء نزاعها القضائي مع شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات"، الذي أدى سابقًا إلى حذف أعمالها من "يوتيوب" ومنصات الاستماع الأخرى، ما أثار موجة من الغضب والحزن بين محبيها.
شيرين عبد الوهاب تستعيد أغانيها وتطوي صفحة روتانا: عودة رقمية قوية بعد نزاع طويل
وجاءت هذه العودة بعد صدور حكم نهائي من محكمة القاهرة الاقتصادية بإنهاء العلاقة التعاقدية بين شيرين وشركة "روتانا"، مع إلزام الأخيرة بدفع تعويض مالي قدره 2 مليون جنيه لصالح الفنانة، نتيجة الأضرار التي لحقت بها جراء توقف عرض أعمالها الرقمية.
وصرّح المستشار ياسر قنطوش، محامي شيرين، أن الحكم يؤكد على أحقية الفنانة في أعمالها، مؤكدًا أنها التزمت بكافة بنود العقد، وسددت الشرط الجزائي المفروض عليها، بينما اعتبر حذف الأغاني من المنصات الرقمية "إجراءً غير قانوني".
أغاني تعود... وجمهور يحتفل
مع تجاوز الأزمة القانونية، بدأت شيرين فعليًا بإعادة نشر أعمالها القديمة التي تم حذفها سابقًا، إلى جانب إصدار محتوى جديد عبر عدد من المنصات مثل "أنغامي"، في خطوة تعني الكثير للفنانة التي ظلت لفترة غير قصيرة مُغيّبة عن الساحة الرقمية رغم الطلب الجماهيري القوي على أعمالها.
وتفاعل الجمهور بشكل واسع مع عودة الأغاني، وظهرت عبر مواقع التواصل حملات دعم واحتفاء، اعتبرها البعض انتصارًا للفن وحقوق الفنان أمام تغوّل الشركات الإنتاجية.
السياق الفني والمهني
عودة شيرين عبد الوهاب للمنصات الرقمية تفتح أمامها بابًا واسعًا لاستعادة مكانتها الفنية والإعلامية في المشهد العربي، خصوصًا في ظل المتغيرات الكبيرة التي طرأت على سوق الموسيقى، حيث أصبحت المنصات الرقمية المصدر الرئيسي للاستماع والتوزيع والإيرادات.
كما أن تجاوزها لهذه الأزمة يمنحها مساحة للتحرك بشكل مستقل أو بالتعاون مع جهات إنتاجية جديدة، بعيدًا عن النزاعات القديمة التي قيّدت حريتها وحرمت جمهورها من الوصول إلى أرشيفها الغنائي الغني.
رسائل ما بعد الحكم
من بين أبرز الرسائل التي يمكن قراءتها من هذا التطور: أهمية التحصن القانوني للفنانين ضد العقود المجحفة أو السياسات الإنتاجية غير العادلة؛ قدرة الفنان على استعادة حقوقه عبر القنوات الرسمية بدلًا من الصراعات الإعلامية؛ الدور الذي تلعبه المنصات الرقمية في مستقبل الفنانين، ما يفرض إعادة التفكير في العقود التقليدية.
شيرين عبد الوهاب، بصوتها القوي وتاريخها الغنائي المؤثر، لم تكن يومًا فنانة عادية في المشهد العربي. وعودتها اليوم إلى جمهورها الرقمي ليست مجرد إعادة تحميل لأغاني، بل هي عودة رمزية لفنانة انتصرت على القيود، واختارت أن تستعيد صوتها بالكامل – قانونيًا، فنيًا، وجماهيريًا.
المرحلة المقبلة قد تكون الأكثر حرية وإبداعًا في مسيرتها، خاصة بعد أن طوت صفحة قضائية معقدة، لتفتح بابًا جديدًا أمام موسيقى تنتظرها الآذان والقلوب.