تترقب جماهير كرة اليد المصرية والأفريقية واحدة من أقوى وأشرس المواجهات على الساحة القارية، حيث يصطدم قطبا الرياضة المصرية، الأهلي والزمالك، في نهائي بطولة الكؤوس الأفريقية لكرة اليد في نسختها الـ41، والتي يستضيفها النادي الأهلي على صالة الأمير عبد الله الفيصل في الجزيرة.
كلاسيكو اليد الأفريقي: الأهلي والزمالك في نهائي الكؤوس الأفريقية الـ41
تقام المباراة مساء اليوم في تمام السابعة بتوقيت القاهرة، وسط أجواء حماسية مرتقبة، وأهمية مضاعفة لهذه المواجهة، التي لا تقتصر فقط على صراع الكأس، بل تمتد إلى صراع الهيبة والتاريخ بين فريقين لطالما شكلا عماد كرة اليد في القارة السمراء.
طريق الفريقين إلى النهائي
نجح فريق الزمالك في التأهل إلى المباراة النهائية بعد تخطيه عقبة الترجي التونسي في نصف النهائي، في مباراة شهدت تفوقًا واضحًا للفريق الأبيض بنتيجة 30-22 هذا الانتصار جاء ليؤكد أن الزمالك ما زال رقماً صعباً على الساحة الأفريقية رغم غيابه عن منصات التتويج مؤخرًا.
أما الأهلي، فقد قدم أداءً قويًا وثابتًا في البطولة، ونجح في التفوق على فريق درب سلطان المغربي في نصف النهائي بنتيجة 36-23، ليضرب موعدًا ناريًا مع غريمه التقليدي الزمالك في نهائي الأحلام، الذي ينتظره الجمهور بشغف كبير.
الزمالك بين الخبرة والصفقات الجديدة
يعتمد فريق الزمالك في تشكيلته الأساسية على مزيج من الخبرة والتجديد. في مقدمة النجوم يأتي الحارس المخضرم كريم هنداوي، إلى جانب النجم التاريخي أحمد الأحمر، وأكرم يسري، الذين يمثلون ركيزة ثابتة للفريق في المواجهات الكبرى إلى جانبهم، دفع الزمالك بثلاث صفقات جديدة لزيادة العمق والجودة في تشكيلته خلال منافسات السوبر والكؤوس الأفريقية.
- المونتينيجري برانكو فويكوفيتش، لاعب دينامو بوخارست السابق، في مركز الظهير الأيمن.
- التونسي يوسف معرف، القادم من الصفا السعودي، في مركز الظهير الأيسر.
- بيجاد مروان، المنتقل من نادي سبورتنج، في مركز الدائرة.
هذه التعاقدات تشير إلى نية واضحة من إدارة الزمالك في بناء فريق قادر على المنافسة القارية واستعادة الألقاب الغائبة.
الأهلي وسلاح الاستقرار والخبرة
من جانبه، يعتمد الأهلي على كوكبة من النجوم المحليين والدوليين، في مقدمتهم علي زين، المحترف في صفوف دينامو بوخارست، والذي يمثل إضافة قوية للفريق في هذه البطولة، بالإضافة إلى لاعبين أصحاب خبرات مثل أحمد علي وعبد الرحمن فيصل وإبراهيم المصري، الذين يشكلون العمود الفقري للفريق الأحمر.
ويمتاز الأهلي باستقراره الفني والإداري، وهو ما انعكس على أدائه القوي خلال البطولات الأخيرة، حيث تُوج مؤخرًا بلقب السوبر الأفريقي على حساب الترجي التونسي، بعد الفوز عليه في النهائي بالقاهرة، ليتأهل مباشرة إلى بطولة العالم للأندية "سوبر جلوب" المقررة في مصر عام 2025.
كما سبق أن فاز الأهلي على الزمالك بنتيجة 31-27 في نصف نهائي السوبر الأفريقي، وهي نتيجة تمنح الفريق الأحمر أفضلية معنوية قبل لقاء اليوم، لكنها في نفس الوقت تدفع الزمالك للثأر والرد القوي في نهائي الكؤوس.
مواجهة تتخطى الأرقام
رغم التفوق الأخير للأهلي في المواجهات المباشرة، إلا أن مباريات الكلاسيكو بين الفريقين لا تخضع كثيرًا للمنطق أو التوقعات المسبقة فهي مواجهات تلعب على جزئيات بسيطة، وتُحسم غالبًا في اللحظات الأخيرة بفضل التفاصيل الصغيرة والقرارات الفنية الحاسمة.
كلا الفريقين يمتلكان خبرات كبيرة، وعناصر قادرة على قلب الموازين، كما أن الحضور الجماهيري والاهتمام الإعلامي الواسع يمنح المباراة طابعًا خاصًا من الضغط والتحدي.
كرة اليد المصرية تواصل التألق
تعكس هذه المباراة، وما سبقها من تنظيم ناجح للبطولات الأفريقية، مدى تطور كرة اليد في مصر، سواء على مستوى الأندية أو التنظيم فاستضافة الأهلي للبطولة، وتواجد الزمالك في النهائيات، ووجود محترفين دوليين في صفوف الفريقين، يؤكد أن اللعبة تسير في الاتجاه الصحيح، نحو المزيد من الاحترافية والانتشار.
كما أن تأهل الأهلي لبطولة العالم للأندية 2025 في مصر يعد إنجازًا كبيرًا لكرة اليد المصرية، ويمنحها فرصة ذهبية للتألق على مستوى عالمي، في ظل دعم قوي من الاتحاد المصري للعبة.
في النهاية، تبقى مباراة الأهلي والزمالك دائمًا واحدة من أبرز لحظات الرياضة المصرية، مهما اختلفت الرياضات أو المسابقات نهائي الكؤوس الأفريقية لكرة اليد بين الغريمين لا يعد مجرد لقاء حاسم على لقب، بل هو استعراض للقوة، والمهارة، والتاريخ، والانتماء والفائز الحقيقي في كل الأحوال هو عشاق اللعبة، الذين يستمتعون بمواجهة نادرة تجمع كل عناصر الإثارة والمتعة؛ الجماهير تنتظر، والملعب يستعد، والحسابات تُرسم في الكواليس... والساعة السابعة مساءً ستكون لحظة الحسم.