تشهد الساحة الرياضية في مصر اليوم الجمعة حدثًا مهمًا وتاريخيًا، حيث يلتقي فريقا الأهلي ووادي دجلة في نهائي بطولة كأس مصر لكرة القدم النسائية، في مباراة تقام على استاد الترسانة في الرابعة عصرًا.

 

نهائي كأس مصر لكرة القدم النسائية: الأهلي في مواجهة الخبرة الدجلاوية

هذا النهائي لا يمثل فقط صراعًا على لقب جديد، بل هو أيضًا اختبار لقوة مشروع الأهلي الوليد في كرة القدم النسائية أمام أحد أعمدة اللعبة في مصر، نادي وادي دجلة، صاحب التاريخ الطويل والإنجازات الكبيرة في هذا المجال.


مباراة اليوم تحمل طابعًا استثنائيًا بالنسبة للنادي الأهلي، حيث يشارك للمرة الأولى في تاريخه في نهائي بطولة كأس مصر لكرة القدم النسائية الفريق تم إنشاؤه هذا العام فقط، بعد قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي ألزم الأندية الكبرى بضرورة تأسيس فرق نسائية للمشاركة في البطولات القارية ومنذ انطلاق الفريق، أظهر الأهلي رغبة قوية في تحقيق إنجازات ملموسة رغم حداثة العهد.

 

وخلال مشاركته الأولى في الدوري، تمكن الفريق من الوصول إلى المركز الثاني خلف فريق مسار، الذي توج باللقب للموسم الثاني على التوالي أما في مشواره بكأس مصر، فقد تأهل الأهلي إلى النهائي بعد أن أقصى حامل اللقب فريق مسار بركلات الترجيح، في مباراة مثيرة أثبت فيها الفريق الأحمر قدرته على التحدي أمام فرق تمتلك خبرة أكبر.

 

المدرب ديميتري لوبوف يقود المشروع الفني للفريق، ويأمل في تتويج أول مواسمه مع الفريق بلقب سيكون بمثابة إعلان رسمي عن دخول الأهلي بقوة في منافسات الكرة النسائية محليًا وربما قاريًا في المستقبل القريب.

 

وادي دجلة وتأكيد الهيمنة

على الجانب الآخر، يدخل فريق وادي دجلة اللقاء بطموحات لا تقل عن نظيره الأحمر، بل ويتفوق عليه من حيث الخبرة والتاريخ فالفريق يمتلك سجلًا حافلًا بالبطولات، حيث توج بلقب الدوري 12 مرة، إلى جانب 5 ألقاب لكأس مصر، ما يجعله أحد أنجح الفرق في تاريخ الكرة النسائية المصرية.

 

وادي دجلة اعتاد على التواجد في النهائيات والمنصات، ويعرف جيدًا كيفية التعامل مع مباريات الكؤوس، خصوصًا عندما تكون أمام فرق جديدة ما زالت تبحث عن إثبات الذات الفريق يسعى لتحقيق اللقب السادس في تاريخه وتوسيع الفارق مع أقرب منافسيه من حيث عدد البطولات.

 

تجدر الإشارة إلى أن الفريق خسر نهائي النسخة الماضية من البطولة – التي كانت تُعرف حينها باسم "توت عنخ آمون" أمام فريق مسار بنتيجة 4-2، وهو ما يدفعه هذا العام للتعويض واستعادة اللقب.

 

تعليمات تنظيمية صارمة

الاتحاد المصري لكرة القدم، من جانبه، أصدر تعليمات واضحة قبل المباراة النهائية، تقضي باقتصار التواجد داخل أرضية الملعب أثناء فعاليات التتويج على اللاعبات والجهازين الفني والإداري والطبي وممثل عن كل نادٍ فقط. كما تقرر منع نزول المرافقين وأسر اللاعبات إلى أرض الملعب حتى نهاية مراسم التتويج الرسمية وتأتي هذه الإجراءات في إطار تنظيم الحدث بشكل احترافي وضمان عدم حدوث أي تجاوزات قد تؤثر على صورة البطولة.

 

طاقم تحكيم نسائي

ما يزيد من تميز هذا النهائي هو أنه سيدار بالكامل بطاقم تحكيم نسائي. حيث تم تعيين شاهندا المغربي حكمًا للساحة، وتعاونها كل من آمال حسن كمساعد أول، وسهام فؤاد كمساعد ثاني بينما ستكون نورا سمير الحكم الرابع هذا القرار يعكس مدى التقدم الذي تشهده الكرة النسائية في مصر على جميع الأصعدة، ويؤكد حرص الاتحاد على دعم الكفاءات النسائية سواء على مستوى اللاعبين أو الحكام.

 

تطور ملموس في كرة القدم النسائية

لا شك أن المباراة النهائية تمثل محطة هامة في تطور كرة القدم النسائية في مصر، حيث أصبح الاهتمام باللعبة يتزايد سواء من الأندية أو الإعلام أو الجماهيرإنشاء فرق نسائية في الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك يساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على اللعبة ويمنحها الزخم اللازم لتتطور على الصعيد الفني والإداري.

 

ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيدًا من التوسع في إنشاء فرق نسائية، وربما نشهد مستقبلاً دوري نسائي أكثر تنافسية وإقبالًا جماهيريًا كما أن مشاركة الفرق المصرية في البطولات القارية ستعزز من خبرة اللاعبات وتفتح أمامهن آفاقًا أوسع للاحتراف والنجاح.


مباراة الأهلي ووادي دجلة في نهائي كأس مصر لكرة القدم النسائية اليوم ليست مجرد مواجهة على لقب، بل هي عنوان لمرحلة جديدة تدخلها الكرة النسائية في مصر.

 

الأهلي يسعى لكتابة بداية ذهبية، بينما يتمسك وادي دجلة بعرش البطولة والمحصلة النهائية ستكون فوزًا حتميًا لكرة القدم النسائية المصرية، التي بدأت أخيرًا تأخذ مكانها الطبيعي على الساحة الرياضية.