شهد نادي الزمالك حالة من التوتر والغضب بين صفوف لاعبيه بسبب التصريحات الأخيرة لعبد الله السعيد نجم الفريق، حيث أثار السعيد جدلاً كبيراً حول مستقبله مع النادي الأبيض الذي يزداد غموضاً مع اقتراب نهاية عقده بنهاية الموسم الحالي وتحديداً قبل لقاء نهائي كأس مصر أمام بيراميدز يوم 5 يونيو المقبل على استاد القاهرة.
مصادر مقربة من النادي أكدت أن هناك استياءً واسعاً بين اللاعبين بسبب مطالب السعيد المتكررة لتجديد عقده، والتي جاءت مصحوبة بشرط غير معتاد وهو رغبته في أن تقوم إدارة الزمالك بالتعاقد مع بعض الصفقات الجديدة التي يعتقد أنها ضرورية لتعزيز الفريق وتحقيق البطولات في الموسم المقبل.
هذا الشرط أثار ردود فعل غاضبة من زملائه في الفريق الذين شعروا بأن مطالب السعيد تقلل من قدراتهم وتوحي بأنهم بحاجة لتغيير كبير في تشكيلة النادي، كما اعتبر البعض أن الأمر يحمل نوعاً من الضغط على الإدارة لإحداث تغييرات على طريقة التعاقد مع اللاعبين.
السعيد أبدى أيضاً حزنه العميق على رحيل أحمد مصطفى المعروف باسم "زيزو" الذي لم يجدد عقده مع الزمالك، بالإضافة إلى نوايا بعض اللاعبين الكبار مثل محمود عبد الرازق "شيكابالا" ومحمد عبد الشافي في الاعتزال، مما وضع عبئاً إضافياً عليه أمام جماهير الزمالك التي تنتظر منه قيادة الفريق نحو النجاح والحفاظ على مكانته الكبيرة في النادي.
هذه التطورات جاءت لتزيد من حدة التوتر داخل غرفة ملابس الزمالك، حيث شعر عدد من اللاعبين بأن مطالب السعيد لم تكن في محلها، وأنها قد تؤدي إلى إشعال نار الانقسامات
داخل الفريق، خاصة أن الكثيرين يرون أن القوة الأساسية للنادي تكمن في التماسك بين اللاعبين لا في التدخلات التي قد تؤدي إلى خلخلة الأجواء داخل النادي.
حتى الآن لم يتوصل الزمالك إلى اتفاق مع عبد الله السعيد لتجديد عقده، وهو ما زاد من حالة الغموض حول مصير اللاعب مع الفريق.
السعيد الذي غاب مؤخراً عن معسكر الفريق في محافظة الإسماعيلية استعداداً لاستكمال منافسات الموسم، شارك خلال هذا الموسم في 34 مباراة سجل خلالها 7 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة، مما يؤكد أنه كان له دور فعال في تشكيلة الفريق، لكنه مع ذلك يبدو مترددًا في البقاء دون تحقيق مطالبه التي قد تبدو صعبة المنال.
وسط هذه الأجواء المضطربة، يظل المستقبل مفتوحًا أمام عبد الله السعيد وزملائه في الزمالك، حيث تترقب الجماهير والأوساط الرياضية ما ستؤول إليه الأمور خاصة وأن النادي الأبيض يسعى إلى استعادة قوته وتحقيق مزيد من البطولات، وهو ما يتطلب اتحاداً كاملاً بين جميع اللاعبين والإدارة بعيداً عن الخلافات والمطالب التي قد تضر بمصلحة الفريق.
وفي النهاية يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن عبد الله السعيد من التوصل لاتفاق مع الزمالك يرضي جميع الأطراف ويضمن استمرار دوره داخل الفريق أم أن الفترة القادمة ستشهد انفصالاً محتملًا يغير الكثير من معالم الفريق في الموسم المقبل؟ الانتظار هو ما سيكشف عن مصير هذا الملف الشائك في نادي الزمالك.