أعلنت رئاسة مجلس الوزراء يوم الأربعاء 22 مايو 2025 إطلاق المرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة» التي تقودها الدولة لتطوير القرى الأكثر احتياجاً، وذلك بحضور عدد من الوزراء ومحافظي المحافظات المستهدفة، على أن تبدأ الأعمال التنفيذية على الفور في 15 محافظة لم تشملها المرحلة الأولى من المبادرة.
تشمل المرحلة الثانية محافظات:
المنيا، سوهاج، قنا، بني سويف، الفيوم، أسيوط، المنوفية، البحيرة، الإسماعيلية، بورسعيد، الدقهلية، الشرقية، السويس، البحر الأحمر، ومطروح
حيث تستهدف المبادرة تطوير البنية الأساسية من شبكات مياه وصرف صحي وكهرباء، وإنشاء مدارس ووحدات صحية، وتحسين الطرق المحلية، مع ربط المشروعات الصغيرة بفرص تمويلية وتشغيلية للنساء والشباب.
حددت رئاسة الوزراء أربعة محاور رئيسية لمرحلة التطوير:
1. البنية التحتية: مد شبكات مياه آمنة وصرف صحي متطور، وتمهيد الطرق وتوصيل الغاز الطبيعي إلى القرى.
2. الخدمات الصحية: إنشاء وتجهيز 120 وحدة صحية جديدة بالقري، وربطها بمراكز طوارئ مجهزة، وتوفير أطباء وصيادلة ومدربين على الإسعافات الأولية.
3. التعليم والتمكين: تجديد 200 مدرسة بكافة المراحل، وتدريب المعلمين على أساليب التعليم المدمج، وإطلاق برامج محو الأمية للفئة فوق 18 عاماً.
4. التنمية الاقتصادية: دعم 15 ألف أسرة منتجة عبر قروض ميسرة ومراكز يومية للحرف اليدوية والزراعة العضوية، وربط المنتجين بأسواق محلية وإقليمية.
أفاد محافظ المنيا أن المحافظة شكلت لجنة متابعة تضم ممثلين من وزارتي التخطيط والتنمية المحلية، وهيئة الرقابة الإدارية للتحقق من جدية المقاولين وجودة المواد المنفذة، مع بوابة إلكترونية تتيح للمواطنين تقديم شكاوى أو ملاحظات فورية عبر تطبيق «حياة كريمة»، كما سلّطت وزارة التخطيط الضوء على دور المحافظين في التنسيق مع الأهالي ومجالس المدن لضمان مشاركة المجتمع المدني في مراقبة نسب الإنجاز.
تبلغ تكلفة المرحلة الثانية نحو 30 مليار جنيه من موازنة صندوق “تحيا مصر” بجانب مساهمات شركاء دوليين، حيث تعاونت الدولة مع البنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية لتقديم منح ميسرة، إضافة إلى التنسيق مع هيئة المعونة الأميركية لدعم مشاريع المياه والصرف الصحي، وأكد سعد الجمالي، مساعد وزير التخطيط للتمويل الدولي، أن هذه الشراكات سترفع من جودة التنفيذ وتسريع وتيرته.
رحب أهالي القرى المستهدفة بإطلاق المرحلة الثانية عبر صفحاتهم على مواقع التواصل، معتبرين أن المبادرة تمثل نقلة نوعية لحياتهم اليومية وأملًا في توفير فرص عمل وتعليم صحّي لذويهم، في حين دعا قطاع كبير من نشطاء التنمية المحلية إلى توسيع رقعة المبادرة لتضم المزيد من القرى النائية في السنوات المقبلة.
تمثل المرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة» خطوة حاسمة نحو تحقيق رؤية مصر 2030 في مكافحة الفقر والارتقاء بمستوى الخدمات الأساسية، ويبقى التحدي أمام الحكومة ضمان استدامة الصيانة وتوسيع شبكة الشراكات المجتمعية، لتعميم هذا النموذج على جميع أنحاء الجمهورية خلال السنوات الخمس المقبلة.