في مباراة مثيرة جمعت بين نادي الهلال ونظيره الوحدة، مساء الأربعاء 21 مايو 2025، ضمن منافسات الجولة الثالثة والثلاثين من دوري المحترفين السعودي، نجح اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش في إنقاذ فريقه الهلال من خسارة محققة، بعدما سجل هدف التعادل في الوقت القاتل، ليضمن للزعيم مركز الوصافة رسمياً، ويحجز له مقعداً في دوري أبطال آسيا للنخبة للموسم القادم.
سيرجي سافيتش ينقذ الهلال من خسارة محققة ويؤمن بطاقة آسيا للنخبة
دخل الهلال المباراة بقوة منذ صافرة البداية، حيث فرض إيقاعه الهجومي على دفاعات الوحدة، واستطاع تسجيل هدف مبكر عن طريق اللاعب ليوناردو في الدقيقة 22 لكن فرحة الهلاليين لم تدم طويلاً، إذ تم إلغاء الهدف بداعي التسلل بعد العودة إلى تقنية الفيديو المساعد (VAR).
ولم يتوقف الزعيم عند هذا الحد، بل واصل الضغط ونجح اللاعب البرازيلي مالكوم في هز الشباك مجدداً، إلا أن الحكم المساعد ألغى الهدف الثاني أيضاً بداعي التسلل، مما أثار بعض الجدل بين الجماهير.
في المقابل، اعتمد فريق الوحدة على التنظيم الدفاعي والهجمات المرتدة، ونجح في امتصاص الضغط الهلالي في الشوط الأول، الذي انتهى بالتعادل السلبي رغم الفرص العديدة للضيوف.
شوط ثاني متقلب وتقدم وحداوي مفاجئ
مع بداية الشوط الثاني، تغيرت ملامح اللقاء، حيث دخل الوحدة بقوة واضحة، وأظهر لاعبوه رغبة كبيرة في تحقيق نتيجة إيجابية تُبقي على آمالهم في الهروب من شبح الهبوط.
وبالفعل، نجح اللاعب عبد العزيز نور في تسجيل الهدف الأول لأصحاب الأرض عند الدقيقة 52، بعد استغلاله لحالة من الارتباك في دفاع الهلال داخل منطقة الجزاء.
بعد هذا الهدف، حاول الهلال العودة إلى أجواء اللقاء من خلال سلسلة من التغييرات الهجومية التي أجراها المدرب، وأشرك عدداً من اللاعبين المهاريين لإحداث الفارق.
ورغم السيطرة والاستحواذ، فإن التسرع أمام المرمى والوحدة الدفاعية المحكمة من جانب لاعبي الوحدة حالت دون تعديل النتيجة.
هدف قاتل من سافيتش يغير مصير الهلال
حيث استمرت محاولات الهلال في الدقائق الأخيرة من اللقاء دون جدوى، حتى جاءت الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع (90+2)، عندما تمكن سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش من تسجيل هدف التعادل بطريقة دراماتيكية أنقذ بها فريقه من خسارة كانت ستضع مركزه الثاني في خطر.
هذا الهدف لم يكن عادياً، بل كان بمثابة نقطة التحول التي حسمت مسار الموسم للهلال، إذ ضمن به رسمياً الحصول على المركز الثاني في ترتيب الدوري، خلف الاتحاد الذي حسم اللقب لصالحه، بينما أصبح القادسية، صاحب المركز الثالث، خارج دائرة المنافسة على الوصافة.
أرقام المباراة وترتيب الفرق
وبفضل هذا التعادل، رفع الهلال رصيده إلى 72 نقطة في المركز الثاني، بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه أما نادي الوحدة، فقد رفع رصيده إلى 33 نقطة في المركز الخامس عشر، ويواجه خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، مع تبقي جولة واحدة فقط على نهاية الموسم.
وبحسب النظام الجديد لدوري أبطال آسيا، يتأهل كل من الاتحاد (بطل الدوري)، والهلال (الوصيف)، إلى دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2025 – 2026، إضافة إلى النادي الأهلي بصفته حامل لقب كأس الملك.
نظرة على موسم الهلال: بين خيبة الألقاب وطموح المستقبل
رغم تأمين بطاقة التأهل الآسيوية، لا يمكن اعتبار موسم الهلال ناجحاً، إذ خرج الفريق خالي الوفاض من جميع البطولات التي شارك فيها، بما فيها دوري المحترفين، كأس الملك، ودوري أبطال آسيا بنسخته الحالية.
هذه النتيجة تركت حالة من الإحباط في أوساط الجماهير، التي كانت تتوقع موسماً استثنائياً بعد التعاقدات القوية، وعلى رأسها النجم الصربي سافيتش.
لكن على الجانب الإيجابي، أثبت الهلال أنه يملك القدرة على القتال حتى اللحظات الأخيرة، كما أن عناصر الفريق الشابة والنجوم الأجانب لا يزالون يشكلون نواة قوية يمكن البناء عليها في الموسم المقبل.
مباراة القادسية: تحصيل حاصل أم فرصة لتجربة البدلاء؟
بعد حسم المركز الثاني، من المرجح أن يخوض الهلال مواجهته الأخيرة في الدوري أمام القادسية بتشكيلة تضم بعض البدلاء واللاعبين الشباب، من أجل منحهم فرصة لإثبات الذات والاستعداد للموسم الجديد.
أما القادسية، الذي كان ينافس على المركز الثاني قبل هذه الجولة، فقد تبخرت آماله عقب تعادل الهلال مع الوحدة، مما يجعل اللقاء المقبل مباراة ترتيبية بحتة.
مستقبل الوحدة في مهب الريح
على الطرف الآخر، تبدو الأمور أكثر تعقيداً بالنسبة للوحدة فالفريق يقبع حالياً في المركز الخامس عشر، ويحتاج إلى الفوز في الجولة الأخيرة، مع انتظار تعثر الفرق الأخرى، من أجل ضمان البقاء في دوري المحترفين ويمثل هذا السيناريو ضغطاً كبيراً على الجهاز الفني واللاعبين الذين يدركون أن أي نتيجة سلبية قد تعني الهبوط.
أنقذ سافيتش موسماً كاملاً بهدف واحد في الوقت بدل الضائع، وأعاد الأمل لجماهير الهلال بمستقبل أفضل في الموسم المقبل وعلى الرغم من غياب الألقاب، فإن التأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة يعد إنجازاً مهماً في ختام موسم طويل وصعب ويبقى السؤال: هل يستعيد الهلال هيبته في الموسم الجديد، ويعود لمنصات التتويج؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الجواب.