في موقف أثار جدلًا واسعًا، طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من مساعديه عرض صور ومقاطع فيديو خلال اجتماعه مع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، قال إنها تدعم مزاعمه بشأن تعرض فلاحين بيض في جنوب إفريقيا للإبادة ومصادرة الأراضي، في إشارة إلى سياسات الإصلاح الزراعي المثيرة للجدل في البلاد.

 

وجاء لقاء ترامب برئيس جنوب إفريقيا في البيت الأبيض، وتناول الاجتماع عدة ملفات، من بينها القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، إلا أن ترامب سارع إلى تحويل دفة الحديث نحو مخاوفه بشأن أوضاع "الفلاحين البيض"، وهي مزاعم لا تستند إلى أدلة موثقة، وتثير انتقادات واسعة داخل وخارج جنوب إفريقيا.

 

وقد تطرق ترامب خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع، إلى ما وصفه بـ"رغبة مئات الفلاحين البيض في الهجرة إلى الولايات المتحدة"، زاعمًا أنهم يتعرضون لـ"القتل ومصادرة أراضيهم" على أساس عنصري.

 

وبحسب تقارير إعلامية، فقد بدا أن ترامب تعمد إحراج رامافوزا على الملأ، عندما استغل المنصة الرسمية لطرح تلك الادعاءات، مستندًا إلى روايات تم تداولها في أوساط يمينية داخل الولايات المتحدة وعلى بعض المنصات الرقمية، دون أن تكون مدعومة بتقارير أممية أو حقوقية مستقلة.

 

وكان ترامب قد تحدث في أكثر من مناسبة سابقة عن تلك المزاعم، مغردًا عبر حسابه على تويتر عام 2018 عن "مصادرة الأراضي وقتل المزارعين البيض في جنوب إفريقيا"، الأمر الذي استدعى حينها ردًا رسميًا غاضبًا من حكومة جنوب إفريقيا.

 

ويعد هذا الموقف امتدادًا لحالة التوتر التي سادت العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا خلال فترة حكم ترامب، حيث شهدت العلاقات تراجعًا ملحوظًا، تمثل في:

خفض المساعدات الأمريكية الموجهة إلى جنوب إفريقيا.

 

توجيه ترامب انتقادات متكررة لسياسات حكومة رامافوزا.

 

تبني مواقف تُعتبر تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية.

 

ويذكر أن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك  وهو من أصول جنوب إفريقية كان قد أعاد إثارة نفس المزاعم في تصريحات سابقة، ما زاد من حدة الجدل حول المسألة.

 

الحكومة الجنوب إفريقية كانت قد نفت بشكل قاطع هذه المزاعم، مؤكدة أن برنامج إصلاح الأراضي يهدف إلى معالجة إرث التفرقة العنصرية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وليس الانتقام من أي فئة عرقية.

 

كما أكدت عدة منظمات حقوقية محلية ودولية أن نسبة الجرائم ضد المزارعين البيض ليست أعلى من باقي فئات المجتمع، وأن ما يُروج له في بعض الأوساط الغربية لا يعكس الواقع على الأرض.

 

يرى مراقبون أن ترامب حاول استغلال هذا الملف في إطار خطابه الشعبوي المعتاد، الذي يعتمد على دغدغة مشاعر قاعدته اليمينية، والترويج لفكرة "اضطهاد البيض" في العالم، في الوقت الذي كان فيه يحاول صرف الأنظار عن ملفات حساسة داخليًا، منها انتقادات تتعلق بسياسات الهجرة وحقوق الإنسان خلال إدارته.