في تطور مثير وغير مسبوق داخل أروقة الكرة المغربية، أقدمت الجهات القضائية على تنفيذ إجراء الحجز على الحافلة الرسمية لنادي الوداد الرياضي المغربي، استجابة لطلب قانوني تقدم به محامي اللاعب الليبي مؤيد اللافي، بسبب تأخر النادي في سداد مستحقات مالية متأخرة للاعب، رغم محاولات متكررة لحل الأزمة وديًا.
الحافلة في المزاد العلني
وبحسب ما أوردته صحيفة هسبورت المغربية، فإن المحكمة المختصة بمدينة الدار البيضاء حددت يوم 29 مايو الجاري موعدًا لطرح الحافلة في مزاد علني، سيتم تنظيمه داخل مركب بنجلون، وهو المقر الرسمي لنادي الوداد.
ويعود قرار الحجز إلى تراكم مستحقات مالية تصل إلى نحو 50 مليون سنتيم مغربي، لم يحصل عليها مؤيد اللافي منذ فترة تولي سعيد الناصيري رئاسة النادي، واستمرت خلال ولاية الإدارات التالية، حتى وصلت إلى عهد الرئيس الحالي هشام آيت منا.
ورغم أن الإدارة الحالية قامت في وقت سابق بسداد دفعة أولى مماثلة من المستحقات المالية، بقيمة 50 مليون سنتيم، إلا أن ما تبقى منها ظل معلقًا، وسط وعود كثيرة بالتسوية لم يتم تنفيذها، مما دفع المحامي لاتخاذ المسار القانوني حفاظًا على حقوق موكله.
اللافي يخرج عن صمته.. والحل الودي يفشل
وكان مؤيد اللافي قد التزم الصمت لفترة طويلة أملاً في الحصول على مستحقاته دون اللجوء إلى القضاء، استنادًا إلى ما تلقاه من تعهدات شفهية ورسائل إيجابية من إدارة الوداد إلا أن تكرار المماطلة وتجاهل تنفيذ الوعود، دفعه في النهاية إلى اتخاذ موقف قانوني صريح عبر محاميه، الذي تقدّم بطلب رسمي إلى المحكمة لإجراء الحجز.
وبالفعل، استجابت المحكمة للطلب وأصدرت قرارًا بالحجز على الحافلة الرسمية للفريق الأول، تمهيدًا لبيعها في مزاد علني لتغطية ما تبقى من مستحقات اللاعب.
أزمة تهدد سمعة نادي كبير
وتعد هذه الواقعة بمثابة ، أحد أعرق الأندية المغربية والأفريقية، والذي لطالما ارتبط اسمه بالبطولات القارية والمحلية فأن تصل الأمور إلى حد الحجز على ممتلكات الفريق خصوصًا الحافلة التي تعد رمزًا من رموزه فإن ذلك يشير إلى تدهور كبير في الوضع المالي والإداري داخل النادي، ويدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الفريق.
كما يُعتبر هذا الحجز سابقة في تاريخ كرة القدم المغربية، وربما يشكل حافزًا للعديد من اللاعبين والمدربين الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم، لاتخاذ خطوات قانونية مماثلة ضد أنديتهم.
من هو مؤيد اللافي؟
اللافي، الذي كان قد انضم إلى نادي الوداد قادمًا من نادي اتحاد العاصمة الجزائري، قدّم مستويات مميزة مع الفريق، وساهم في عدد من الإنجازات قبل أن يغادر في عام 2023 إلى نادي أهلي طرابلس الليبي ويعرف عن اللاعب التزامه الكبير وتفانيه داخل الملعب، إضافة إلى تمتعه بعلاقة طيبة مع الجماهير، ما جعل خبر الحجز على الحافلة مفاجئًا للعديد من المتابعين.
الإدارة في موقف حرج
في ظل هذه الأزمة، تجد إدارة الوداد نفسها في موقف لا تحسد عليه، خاصة أن موعد المزاد العلني يقترب بسرعة ويتعين على مجلس الإدارة التحرك سريعًا لتسوية الأزمة قبل أن تتحول إلى فضيحة كروية مدوية، قد تضر بسمعة النادي وتزعزع ثقة اللاعبين الحاليين، فضلاً عن التأثير السلبي المحتمل على ملف التعاقدات والمفاوضات مع لاعبين جدد.
ويترقب الشارع الرياضي المغربي، خصوصًا جماهير الوداد، صدور بيان رسمي من النادي لتوضيح حقيقة الأزمة، وما إذا كانت الإدارة تعتزم التدخل العاجل لدفع المستحقات، أو ستترك الحافلة تُباع في المزاد لتسوية ديون تعود لمواسم سابقة.