هزيمة مريرة لمانشستر سيتي أمام كريستال بالاس… عمر مرموش بين ضربة الجزاء الضائعة والانتقادات.. لقّن كريستال بالاس منافسه مانشستر سيتي درسًا قاسيًا بفوزه عليه بهدف نظيف في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي مساء السبت على ملعب "ويمبلي"، ليتوج الفريق اللندني بلقب غالٍ وسط أجواء صادمة لجماهير السيتي.
هزيمة مريرة لمانشستر سيتي أمام كريستال بالاس… عمر مرموش بين ضربة الجزاء الضائعة والانتقادات
وسط هذا المشهد، كان اللاعب المصري عمر مرموش نجم المباراة، لكنه للأسف تصدر المشهد بطريقة غير متوقعة، بعدما أهدر ركلة جزاء حاسمة في الدقيقة 36، كانت كفيلة بإعادة مانشستر سيتي إلى أجواء اللقاء وربما قلب النتيجة.
إهدار ضربة الجزاء.. نقطة التحول التي غيرت مجرى المباراة
مع مرور 36 دقيقة من زمن اللقاء، حصل مانشستر سيتي على ركلة جزاء بعد عرقلة برناردو سيلفا داخل منطقة جزاء كريستال بالاس، ووقف عمر مرموش لتنفيذها بثقة كبيرة ظنًا أن هذه الفرصة ستكون بداية حقيقية لعودة الفريق إلى اللقاء.
لكن تسديدة مرموش جاءت ضعيفة نسبيًا، وتوقعها حارس كريستال بالاس ديان هيندرسون بسهولة، ليحول الكرة إلى خارج المرمى، وبالتالي تفشل محاولة السيتي في تعديل النتيجة.
هذا الإهدار شكل نقطة تحوّل حاسمة في المباراة، حيث ارتفعت معنويات فريق كريستال بالاس، فيما خيم الإحباط على لاعبي السيتي.
وفي تصريحات بعد المباراة، أكد هيندرسون أنه كان يتوقع مكان تسديدة مرموش تحديدًا، مما يدل على قراءة الحارس للركلة ومدى ضغوط المباراة على اللاعب المصري.
توظيف غير ثابت يؤثر على أداء مرموش
منذ انتقاله إلى مانشستر سيتي في يناير الماضي قادمًا من آينتراخت فرانكفورت الألماني، لم يجد عمر مرموش استقراره في الفريق بسبب تباين أدواره داخل الملعب.
المدرب بيب غوارديولا اعتمد على اللاعب في مراكز مختلفة من الهجوم، ففي بعض المباريات يلعب كمهاجم صريح، وفي أخرى كجناح أيسر، وأحيانًا كمهاجم خلف رأس الحربة.
هذا التغيير المستمر أثر بشكل واضح على أداء مرموش، الذي لم يتمكن من تقديم أفضل ما لديه وسط تحركات غير واضحة ومهام متغيرة داخل الملعب.
ويشير موقع "سوفا سكور" إلى أن أداء مرموش في مباراة كريستال بالاس كان ضعيفًا، حيث حصل على تقييم 6.1 من 10، مع ارتكاب 4 تمريرات خاطئة من أصل 11، وعدم صناعة أي فرص، وفقدانه معظم المواجهات الثنائية.
انتقادات جماهيرية وشبهات حول التشكيل
بعد المباراة، لم يتردد مشجعو مانشستر سيتي في توجيه الانتقادات الحادة لمرموش، معتبرين أن إهدار ركلة الجزاء يمثل مسؤولية كبيرة على كاهله، خاصة وأن اللقاء كان يحمل أهمية استثنائية.
لكن الغريب أن بعض الجماهير وجهت أصابع الاتهام أيضًا إلى مدافع الفريق السويسري مانويل أكانغي، الذي قدم أداءً متواضعًا في المباراة، وتعرض لانتقادات بسبب فقدانه الكرة في عدة مناسبات وضعف أداءه الدفاعي.
ووفقًا للإحصائيات، خسر أكانغي معظم الصراعات الثنائية التي خاضها في المباراة، وارتكب عدة أخطاء كادت تكلف الفريق المزيد من الأهداف.
جدل تحكيمي وقرارات مثيرة للجدل
لم تقتصر أخطاء مانشستر سيتي على اللاعبين فقط، بل شاب اللقاء جدل تحكيمي كبير، خاصة بعد عدم طرد الحارس ديان هيندرسون رغم لمسه الكرة خارج منطقة الجزاء في كرة مشتركة مع إيرلينغ هالاند.
كان من المتوقع أن تؤدي هذه الواقعة إلى طرد الحارس، مما كان سيمنح السيتي فرصة ذهبية لتعزيز فرص الفوز، لكن قرار الحكم أثار استغراب الجماهير والنقاد على حد سواء.
وقد أكد العديد من المحللين أن هذا القرار كان "كارثيًا" وأثر بشكل مباشر على نتيجة اللقاء، بعدما أبقى على فرص كريستال بالاس كاملة في الدفاع والهجوم.
موسم صعب يعيشه السيتي… وإرث غائب رودري
تعكس هذه الخسارة النهائية المعاناة التي يمر بها مانشستر سيتي هذا الموسم، الذي شهد تراجعًا واضحًا في الأداء والنتائج مقارنة بالمواسم الماضية.
أحد أبرز أسباب هذا التراجع هو غياب لاعب الوسط الإسباني رودري، الذي تعرض لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي في أكتوبر الماضي، مما أدى إلى غيابه لفترة طويلة، وفقد الفريق توازنه في خط الوسط.
وبالرغم من وجود لاعبين كبار مثل كيفين دي بروين وبرناردو سيلفا، لم يتمكن أي منهم من تعويض غياب رودري بشكل كامل، ما أثر سلبًا على قدرة الفريق في بناء الهجمات والدفاع.
عمر مرموش.. فرصة للتعلم وإثبات الذات
رغم الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها عمر مرموش، إلا أن الفرصة لا تزال أمامه لإثبات ذاته مع مانشستر سيتي، خصوصًا مع موسم طويل ما زال في الانتظار، وتحديات مثل كأس العالم للأندية.
ويبقى من المهم أن يحصل اللاعب على استقرار في مركزه داخل التشكيلة، وهو ما يمكن أن يساعده على تطوير مستواه وتحقيق طموحات الجماهير.
كما يحتاج مرموش إلى دعم من المدرب والجماهير لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، حيث إن أخطاء اللاعبين جزء من كرة القدم، والمهم هو القدرة على التعلم والعودة بشكل أقوى.
نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي شهد مساء السبت انتصارًا غاليًا لكريستال بالاس على مانشستر سيتي بهدف نظيف، في ليلة لم تكن على هواه، وتركها عمر مرموش بآثار كبيرة بعدما أهدر ركلة جزاء مهمة.
لكن الخسارة لم تكن فقط بسبب إهدار هذه الركلة، بل جاءت نتيجة عدة عوامل من بينها ضعف توظيف اللاعب، الانتقادات الجماهيرية، القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، والأداء الدفاعي المتراجع للفريق.
ويبقى السؤال معلقًا: هل يستطيع مانشستر سيتي وأعمدته الأساسية مثل عمر مرموش تخطي هذا الموسم الصعب والعودة إلى منصات التتويج كما عهدها جمهورهم؟