فقد مانشستر سيتي رهانه الأخير في موسم 2024-2025 بعدما تلقى خسارة مفاجئة وقاسية (1-0) أمام كريستال بالاس في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، في مواجهة عكست معاناة فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا في موسم عاصف ومليء بالهزائم، لم يشهد النادي مثيلاً له منذ سنوات طويلة.
موسم كارثي لمانشستر سيتي.. خسارة كأس الاتحاد وغياب الهيمنة المحلية والأوروبية
دخل مانشستر سيتي نهائي كأس الاتحاد برغبة كبيرة في تعويض نتائجه المخيبة في الدوري ودوري أبطال أوروبا، لكنه اصطدم بمهاجم كريستال بالاس إيبشيري إيزي الذي سجل هدف الفوز بعد هجمة مرتدة منظمة.
بدأت الهجمة بعد تمريرات من الخلف للأمام، أنهاها دانييل مونوز بعرضية أرضية داخل المنطقة استقبلها إيزي بتسديدة قوية سكنت شباك إيدرسون.
وحاول السيتي الرد عبر ركلة جزاء احتسبت له بعد عرقلة برناردو سيلفا في الدقيقة 34، لكن النجم المصري عمر مرموش أهدرها بتصدي حارس كريستال بالاس دين هندرسون، لتتواصل صدمة السيتي بخسارة نهائي كأس الاتحاد للموسم الثاني على التوالي.
موسم بلا ألقاب.. نهاية عهد الهيمنة
رغم التفاؤل الكبير ببداية الموسم، انتهى موسم مانشستر سيتي بشكل مأساوي، حيث فشل الفريق في التتويج بأي لقب محلي أو قاري، وهو أمر لم يحدث منذ موسم 2016-2017.
فقد السيتي لقب الدوري الإنجليزي لصالح ليفربول، وخرج خالي الوفاض من دوري أبطال أوروبا بعد خسارتين مذلتين ضد باريس سان جيرمان وسبورتنغ لشبونة.
كما خسر الفريق لقب كأس الرابطة الإنجليزية قبل أن يخسر اليوم كأس الاتحاد. كل هذه الهزائم تسلط الضوء على موسم ضعيف بشكل غير معتاد للفريق الذي ظل لسنوات طويلة يمثل نموذجاً للهيمنة المحلية والأوروبية.
غياب رودري وتأثيره الكبير
تُعتبر إصابة لاعب الوسط الإسباني رودري التي تعرض لها في أكتوبر الماضي بقطع في الرباط الصليبي للركبة، من العوامل الأساسية التي أثرت بشكل مدوٍ على أداء الفريق؛ كان رودري جزءاً لا يتجزأ من نجاحات السيتي في موسم 2023، حيث ساهم في الفوز بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.
غيابه عن خط وسط مانشستر سيتي ترك فراغاً كبيراً، لم يتمكن أي من لاعبي الوسط الآخرين مثل كيفين دي بروين أو برناردو سيلفا أو غوندوغان من تعويضه. بالإضافة إلى ذلك، كان رودري أيضاً عنصراً محورياً في المنتخب الإسباني، ما أثّر أيضاً على أداء منتخب بلاده في دوري الأمم الأوروبية.
دفاع متزعزع وارتكابات قاتلة
لم يكن الدفاع مصدر قوة السيتي هذا الموسم، إذ تلقى الفريق 43 هدفاً في 36 مباراة بالدوري، بمعدل يزيد عن هدف في المباراة الواحدة كما خرج من دوري أبطال أوروبا بعد تلقي خسارتين مذلتين، واحدة بخمسة أهداف من باريس سان جيرمان وأخرى بستة أهداف ضد ريال مدريد في الدور الفاصل.
بجانب غياب الانسجام الدفاعي، لم يكن مستوى حارس المرمى البرازيلي إيدرسون واثقاً كما في المواسم السابقة، إضافة إلى تذبذب أداء ثنائي الدفاع الأساسي، مانويل أكانجي وروبن دياز، مع بعض التحسن الظاهر من الكرواتي غفارديول هذه الأخطاء الدفاعية الفادحة كانت عاملاً رئيسياً في خسائر الفريق.
تراجع أداء المهاجمين.. وإصابة هالاند تؤثر على الهجوم
بعد انضمام عمر مرموش في يناير الماضي قادماً من آينتراخت فرانكفورت، توقع الكثيرون أن يكون إضافة قوية تعزز خط هجوم السيتي في ظل تراجع أداء نجوم الفريق، خاصة مع إصابة إرلينغ هالاند.
مرموش بدأ بقوة، حيث سجل هاتريك في مواجهة نيوكاسل، لكن أداءه انخفض بشكل ملحوظ لاحقاً، إذ لم يسجل أي هدف في آخر 6 مباريات، وفقد حاسته التهديفية كما أضاع ركلة جزاء حاسمة في نهائي كأس الاتحاد، ما كان بمثابة ضربة قاصمة لفريقه.
من جانب آخر، لم يحقق النرويجي هالاند المستوى المنتظر منه هذا الموسم، حيث تراجع أداؤه مقارنة بالمواسم السابقة، وكانت إصابته أحد أسباب ضعف خط هجوم الفريق.
تحديات بيب غوارديولا وأمل استعادة التوازن في كأس العالم للأندية
بيب غوارديولا، المدرب المخضرم، واجه هذا الموسم تحديات غير مسبوقة، بين الإصابات، والأداء غير المتناسق للفريق، مما أخرج مانشستر سيتي من المنافسة على كل الألقاب الكبرى. الآن يتجه السيتي للتركيز على كأس العالم للأندية، التي تمثل فرصة أخيرة لإنقاذ موسم باهت.
يشارك مانشستر سيتي في المجموعة السابعة التي تضم الوداد المغربي والعين الإماراتي ويوفنتوس الإيطالي، حيث يأمل في استعادة توازنه وتحقيق لقب عالمي يعيد الثقة للفريق وجماهيره.
لقد شكل موسم 2024-2025 منعطفاً صعباً في تاريخ مانشستر سيتي، حيث تلاشت هيمنته المحلية والأوروبية بفعل سلسلة إخفاقات لم يعتد عليها جمهور الفريق في السنوات الأخيرة. عوامل عديدة مثل غياب رودري، ضعف الدفاع، تراجع مستوى المهاجمين وإصاباتهم، ساهمت في موسم كارثي لا يرغب السيتي في تكراره.
يبقى الأمل معقوداً على بطولة كأس العالم للأندية لتصحيح المسار، بينما سيحتاج الفريق لإعادة البناء والتركيز على تجديد قوته من أجل العودة لمنصات التتويج مستقبلاً.