ربما كانت ليلة التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة لحظة مفصلية في تاريخ النادي الأهلي السعودي، لكن بالنسبة للمدرب الألماني ماتياس يايسله، فإن تلك اللحظة ليست نهاية الرحلة، بل هي نقطة انطلاق جديدة.
بعد المجد الآسيوي.. مدرب الأهلي السعودي يفتح ملف الدوري ويؤكد: الرحلة لم تنتهي بعد
وفي مؤتمر صحفي سبق مواجهة فريقه أمام الخلود، شدد يايسله على أن التتويج الآسيوي يجب ألا يكون تتويجًا للموسم فقط، بل دافعًا لمواصلة المنافسة على الصعيد المحلي، خصوصًا أن الفريق لا يزال يمتلك فرصة تحقيق المركز الثاني في دوري روشن، رغم صعوبة المهمة بعد التراجع الأخير في الترتيب.
إنجاز قاري تاريخي.. لكنه ليس النهاية
الأهلي السعودي تمكن من كتابة اسمه بحروف من ذهب في الكرة الآسيوية، بعدما حقق أول لقب قاري في تاريخه بالفوز على كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة 2-0، في نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، الذي أقيم على أرضه في مدينة جدة مطلع مايو الجاري.
لكن يايسله يرى أن هذا الإنجاز يجب أن يتحول إلى دافع معنوي طويل الأمد، وليس مجرد إنجاز يُحتفل به لبضعة أيام.
وقال المدرب الألماني في المؤتمر الصحفي:"حققنا لقبًا تاريخيًا في آسيا، ونحن فخورون جدًا بذلك، لكن يجب أن يكون هذا اللقب بداية لرحلة ناجحة لا نهاية لها".
التعثر أمام الشباب... جرس إنذار
ورغم الإنجاز القاري، تعرض الأهلي لضربة موجعة في الدوري المحلي، حيث خسر أمام الشباب بنتيجة 3-1 في الجولة الماضية، ليتراجع إلى المركز الخامس برصيد 61 نقطة، وهو ما أثار مخاوف جماهيره من أن يتسبب التتويج بالبطولة القارية في فقدان التركيز في الدوري.
يايسله لم يُخفِ استياءه من هذه الخسارة، لكنه أكد على أهمية الاستفادة من التجربة، قائلًا:"نحن نعلم أن الفرح باللقب قد يؤثر على التركيز، لكننا نعمل على إعادة ضبط الأجواء الذهنية والبدنية داخل الفريق. نستعد بأفضل طريقة ممكنة من أجل العودة سريعًا إلى طريق الانتصارات".
السوبر المحلي.. حلم آخر في الأفق
المركز الثاني في جدول الترتيب بات هدفًا جديدًا للأهلي، لأنه يمنح الفريق بطاقة التأهل إلى كأس السوبر السعودي، إلى جانب بطل ووصيف كأس الملك، وبطل دوري روشن.
ومع تبقي ثلاث جولات فقط على نهاية الموسم، يدرك يايسله أن الفرصة ضئيلة، لكنها قائمة، إذا ما حقق الفريق الفوز في المباريات الثلاث المتبقية، وانتظر تعثّر منافسيه المباشرين.
وعن هذا الهدف، قال المدرب:"رغبتنا دائمًا هي تقديم الأفضل، وأعتقد أننا قادرون على إنهاء الموسم بشكل قوي. المشاركة في كأس السوبر ستكون بمثابة ترجمة ملموسة للإنجاز الآسيوي على مستوى البطولات المحلية".
فريق متعطش.. والطموح مستمر
أكد يايسله أن الروح داخل غرفة الملابس لا تزال عالية، رغم خيبة الأمل المحلية، مشيرًا إلى أن اللاعبين باتوا الآن أكثر تعطشًا لتحقيق المزيد من النجاحات بعد نيل لقب قاري.
وأضاف:"اللاعبون يملكون الدافع أكثر من أي وقت مضى. نريد أن نثبت أن فوزنا بالبطولة القارية لم يكن صدفة، بل نتيجة عمل وجهد مستمر يجب أن يُستثمر في المستقبل".
الموسم الحالي: درس ثمين لموسم أقوى
يرى المدرب الألماني أن الموسم الحالي، رغم صعوبته، شكّل فرصة ثمينة للتعلّم والتطوير، خاصة بعد الأداء المتذبذب في الدوري، والتحديات التي واجهها الفريق في أكثر من محطة.
وقال يايسله: "علينا أن نتعلم من هذا الموسم لنكون أفضل في الموسم القادم. جماهيرنا تستحق أن ترى الأهلي بين الكبار دائمًا، وسنعمل بكل طاقتنا لتحقيق ذلك".
طموحات مستقبلية على أكثر من جبهة
بعيدًا عن هدف إنهاء الدوري في المركز الثاني، تشير تصريحات يايسله إلى أن النادي يضع خططًا طموحة للسنوات القادمة، تتضمن تعزيز التشكيلة، والتركيز على الاستمرارية في الأداء، وتوسيع الحضور في البطولات القارية والمحلية.
كما يُتوقع أن يخوض الأهلي فترة انتقالات صيفية نشطة، خاصة مع تأكيدات داخلية عن حاجة الفريق لتدعيمات نوعية في بعض المراكز، أبرزها الدفاع والوسط الهجومي.
الجماهير تنتظر "ما بعد آسيا"
جماهير الأهلي، التي احتفلت بإنجاز آسيا، تنتظر الآن أن يتحول هذا النجاح إلى ثقافة دائمة داخل الفريق، وليست لحظة مؤقتة.
ويتفق العديد من المحللين على أن الأهلي يمتلك حاليًا الكوادر الفنية واللاعبين القادرين على المنافسة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في الحفاظ على النسق، وتفادي ما يُعرف بـ"هبوط ما بعد البطولة"، والذي يُصيب بعض الفرق بعد الإنجازات الكبيرة.