في تطور جديد للأزمة الكروية التي شغلت الرأي العام الرياضي المصري خلال الأسابيع الماضية، أعلن نادي الزمالك رسميًا لجوءه إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية "كاس" للطعن على قرار لجنة الاستئناف بالاتحاد المصري لكرة القدم، والمتعلق بأزمة مباراة القمة أمام الأهلي، التي كان من المقرر إقامتها يوم 11 مارس الماضي ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز.

 

أزمة القمة تتصاعد: الزمالك وبيراميدز يتجهان إلى "كاس" بعد قرارات لجنة الاستئناف

تعود تفاصيل القضية إلى غياب النادي الأهلي عن الحضور إلى ملعب المباراة في الموعد المحدد، مما دفع لجنة المسابقات في رابطة الأندية إلى اعتبار الأهلي منسحبًا، واعتباره خاسرًا للمباراة بنتيجة 0-3، بالإضافة إلى توصية بخصم 3 نقاط أخرى من رصيده في نهاية الموسم، بناءً على اللائحة.

 

إلا أن لجنة الاستئناف بالاتحاد المصري لكرة القدم، وبعد دراسة التظلمات، أيدت نتيجة المباراة باعتبار الأهلي منسحبًا، لكنها ألغت قرار خصم النقاط الثلاث، وهو ما أثار اعتراضًا كبيرًا من جانب ناديي الزمالك وبيراميدز، حيث اعتبرا أن القرار يتناقض مع اللائحة المعتمدة.

 

الزمالك يصعّد الموقف

نادي الزمالك، وعلى لسان مسؤوليه، قرر عدم الاكتفاء بقرارات لجنة الاستئناف المحلية، وأعلن التوجه رسميًا إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية "كاس" للطعن على ما وصفه بقرار غير عادل، يفتقر إلى الاتساق مع اللوائح المعتمدة من رابطة الأندية، ويؤثر بشكل مباشر على مبدأ تكافؤ الفرص في الدوري المصري.

 

وأكد النادي أن الدعوى المرفوعة تشمل "الشق المستعجل"، أي طلب إصدار قرار سريع من المحكمة بوقف تنفيذ القرار لحين البت النهائي فيه، في محاولة لضمان عدم تأثر ترتيب الدوري خلال المراحل الحاسمة من الموسم.

 

بيراميدز على نفس الطريق

نادي بيراميدز، أحد المنافسين المباشرين على اللقب، أعلن كذلك نيته التقدم بشكوى رسمية إلى "كاس"، في مسار قانوني متواز مع الزمالك، وذلك اعتراضًا على ما وصفه بـ"التناقض" في قرار لجنة الاستئناف، وغياب العدالة في تطبيق اللوائح، حيث تم إثبات انسحاب الأهلي، دون توقيع العقوبة الكاملة.

 

ويُنتظر أن يقوم بيراميدز برفع الدعوى خلال الأيام القليلة القادمة، مما يزيد من سخونة القضية، ويضع الاتحاد المصري ورابطة الأندية تحت ضغط قانوني وإعلامي كبير.

 

سيناريوهات محتملة أمام "كاس"

بحسب المختصين في اللوائح والقانون الرياضي، هناك عدة سيناريوهات ممكنة في هذه القضية:

 

قبول الدعوى والحكم في الشق المستعجل

  1. السيناريو الأول يتمثل في قبول محكمة "كاس" دعوى الزمالك وبيراميدز بالشق المستعجل، وهو ما قد يؤدي إلى صدور حكم مؤقت خلال فترة قصيرة، يجبر الاتحاد المصري على تنفيذ عقوبة خصم النقاط الثلاث من الأهلي حتى الفصل النهائي في الدعوى.

وإذا تم هذا السيناريو، فقد يُحدث انقلابًا في جدول ترتيب الدوري، ويمنح الأفضلية للزمالك وبيراميدز في الصراع على اللقب.

2. رفض الدعوى وتأييد قرار لجنة الاستئناف
السيناريو الثاني، كما توقعه الخبير في اللوائح عامر العمايرة، هو رفض المحكمة لدعوى الزمالك وبيراميدز، بناءً على لوائح رابطة الأندية المصرية، التي تمنع الطعن على قرارات مجلس إدارتها، خاصة في الأمور المتعلقة بالمسابقات المحلية.

في هذه الحالة، سيبقى القرار كما هو: الأهلي يُعتبر منسحبًا، ويخسر المباراة 0-3، دون أي خصم إضافي من النقاط.

3. رفض الشق المستعجل وتأجيل الحكم
أما السيناريو الثالث، وهو الأكثر تعقيدًا، فيتمثل في رفض الشق المستعجل، وبالتالي استمرار مناقشة القضية في "كاس" لعدة أشهر، وهو ما يعني أن القضية ستبقى مفتوحة حتى بعد نهاية الموسم، وقد يصدر الحكم النهائي بعد حسم لقب الدوري.

 

وفي هذه الحالة، قد تظهر أزمة أكبر، إذا ما تم لاحقًا خصم نقاط من الأهلي بعد إعلان تتويجه أو تحديد مراكز المربع الذهبي، ما سيضع الدوري المصري في موقف حرج للغاية أمام الرأي العام الدولي.

 

تناقضات قانونية تثير الجدل

الخبير القانوني نهاد حجاج صرح بأن قرار لجنة الاستئناف يتضمن "تناقضًا قانونيًا واضحًا"، حيث أقر بانسحاب الأهلي، لكنه لم يُطبق العقوبات الكاملة المنصوص عليها في اللائحة.

 

واعتبر حجاج أن مثل هذا التناقض قد يُستخدم من قبل الزمالك وبيراميدز لدعم موقفيهما أمام "كاس"، خاصة في حال تم تقديم المستندات واللوائح بشكل دقيق.

 

مصير الدوري المصري على المحك

تضع هذه الأزمة الدوري المصري الممتاز في موقف غير مستقر، خاصة أن جولات الحسم تقترب، والمنافسة على اللقب والمراكز المؤهلة للبطولات الإفريقية تزداد شراسة.

 

وفي ظل التصعيد إلى محكمة دولية، قد تظل النتائج والمراكز مهددة بالتغيير حتى بعد انتهاء الموسم، ما يزيد من حالة الغموض والارتباك، ويثير تساؤلات حول شفافية وعدالة إدارة المسابقات محليًا.


بينما تتجه الأنظار إلى محكمة "كاس" وما ستؤول إليه قراراتها، يبقى الشارع الرياضي المصري في حالة ترقب، وسط مخاوف من أن تتحول المنافسة الرياضية إلى ساحة نزاع قانوني يؤثر على متعة وعدالة اللعبة الكرة الآن في ملعب المحكمة الرياضية الدولية، ومصير القمة ومنافسات الدوري باتا رهن قرار قد يُحدث انقلابًا كبيرًا في المشهد الكروي المصري.