في مفارقة درامية قد لا تتكرر كثيرًا، نجح الحارس البولندي فيوتشيك تشيزني في أن يُسطر قصة عودة استثنائية إلى الملاعب، بعدما قرر اعتزال كرة القدم عقب رحيله عن يوفنتوس، ليجد نفسه بعدها بأشهر قليلة بطلاً للدوري الإسباني مع برشلونة.
تشيزني يحتفل بلقب الدوري الإسباني بطريقته الخاصة... السيجار حاضر والتاريخ يُكتب من جديد
تشيزني، الذي انضم إلى برشلونة هذا الموسم في صفقة انتقال حر، جاء لتعويض غياب الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن بعد إصابة الأخير، لكن ما لم يتوقعه أحد هو أن يصبح بطلًا في واحدة من أهم البطولات الأوروبية في ختام موسم مليء بالتقلبات.
الاحتفال بأسلوب "تشيزني"... السيجار مجددًا في الواجهة
عقب التتويج رسميًا بلقب "الليغا" بعد الفوز على إسبانيول بهدفين دون رد، ظهر تشيزني في غرف ملابس برشلونة وهو يدخن السيجار، في لقطة أثارت الجدل ولفتت الأنظار.
ورغم أن هذه الطريقة في الاحتفال أصبحت شائعة بين بعض نجوم الرياضة؛ خصوصًا في لحظات التتويج الكبرى فإن ظهور تشيزني تحديدًا وهو يدخن يعيد إلى الأذهان تاريخه المعروف مع التدخين، وهو ما أثار انقسامًا واسعًا بين الجماهير والمتابعين.
تشيزني: "أنا لست قدوة... لا تفعلوا مثلي"
ما يميز الحارس البولندي، إلى جانب قدراته الفنية، هو صراحته غير المعتادة في مقابلة إعلامية سابقة، اعترف تشيزني بتدخينه السجائر منذ سن مبكرة، قائلاً:"لقد خسرت هذه المعركة في سن مبكر للغاية، وتركت بداخلي عادة سلبية، وأعلم بأنها كذلك، لكن المشكلة أنني لا أستطيع التغلب عليها. لست مثالاً جيدًا للشباب كي يتخذوني قدوة لهم، لأي شخص يشاهدني، لا تفعلوا ما فعلته".
هذا التصريح الصريح وضعه في موقع إنساني أكثر من كونه رياضيًا مثاليًا، حيث أقرّ بضعفه أمام عادة يعتبرها الكثيرون مضرة بصحة اللاعب ومستقبله الرياضي، دون أن يبرر أو يتفاخر بذلك.
احتفال متكرر: السيجار في قلب الانتصارات
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها تشيزني مدخنًا للسيجار في غرف الملابس فقد سبق أن انتشرت له لقطات مماثلة عقب الفوز الكبير لبرشلونة على ريال مدريد برباعية نظيفة في مباراة الدور الأول من الدوري هذا الموسم.
ورغم الانتقادات التي نالها، إلا أن تشيزني لم يُبدِ أي محاولة لإخفاء هذه العادة أو التراجع عنها، بل باتت جزءًا من شخصيته التي تقابل بالإعجاب من البعض والنقد من آخرين.
انقسام جماهيري: حرية شخصية أم مسؤولية رمزية؟
مظاهر احتفال تشيزني لم تمر مرور الكرام على جماهير الكرة البعض رأى فيها حرية شخصية لا علاقة لها بالجانب المهني، طالما أنه يُؤدي دوره داخل الملعب بكفاءة.
في المقابل، يرى آخرون أن لاعبي كرة القدم وبخاصة في نادٍ بحجم برشلونة؛ يجب أن يكونوا قدوة للشباب والأطفال الذين يتابعونهم ويقلدون سلوكهم، وبالتالي فإن مثل هذه التصرفات تترك أثرًا سلبيًا وتُفقد اللاعب شيئًا من رمزيته ومسؤوليته المجتمعية.
قصة انتقال مفاجئة صنعت نهاية غير متوقعة
التحاق تشيزني ببرشلونة في فترة حرجة من الموسم جاء بعد إصابة الحارس الأساسي، في خطوة لم يكن يتوقعها أحد من متابعي الكرة الأوروبية.
لكن ما قد يُدهش الجميع أن تشيزني، رغم بدايته كحارس "طارئ"، قدم مستويات ثابتة في المباريات التي شارك بها، وساهم في ثبات دفاع الفريق في لحظات حاسمة، مما أهّله ليكون جزءًا من التتويج الذي انتظره جمهور برشلونة بشغف.