دخلت اتفاقية ضخ الغاز الطبيعي بين مصر ولبنان حيز التنفيذ رسمياً يوم الخميس 15 مايو 2025 عقب توقيع العقود النهائية بين وزارة البترول المصرية وشركة الكهرباء اللبنانية، الفقره حيث ينطلق الغاز عبر خط الإمداد العربي الذي يربط العاصمة القاهرة بدمشق ثم بيروت بعد ترميم أجزاء المحطة السورية المتضررة، وتأتي هذه الخطوة ضمن سعي لبنان للخروج من أزمة انقطاع التيار المزمن وتخفيض فاتورة استيراد المازوت والديزل اللازم لتشغيل محطات الكهرباء بما يضمن استقرار التيار خمس وعشرين ساعة يومياً

 

المواصفات الفنية لمسار الإمداد وتحديث الأنابيب


يمتد خط الإمداد العربي لمسافة تزيد على ألف ومائتي كيلومتر تمر بأنابيب قطرها ثمانية عشر بوصة مخصصة لضغط يصل إلى ست وثمانين بار، الفقره وقد نفذت فرق فنية مصرية وسورية عملية تجديد للأنابيب وإعادة بناء محطات الضخ على طول المسار بعد أعمال صيانة مكثفة استغرقت ثلاثة أشهر بالتعاون مع شركة تحكم آلي ألمانية لضمان دقة قياس التدفق وضبط الضغط بما يحافظ على سلامة الشبكة ويقلل من المخاطر البيئية

 

فوائد اقتصادية وبيئية للطرفين


توقع خبراء أن يسهم الغاز المصري في تقليص تكلفة إنتاج الكهرباء في لبنان بنسبة تصل إلى أربعين بالمئة خلال الأشهر الستة المقبلة، الفقره كما سيحقق هذا الاتفاق دخلاً إضافياً للخزانة المصرية من رسوم العبور والتشغيل ويرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة ويقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في لبنان عبر استبدال معظم استخدام المازوت بالمصدر الأنظف خاصة في محطات دير عمار والزهراني

 

ردود فعل لبنانية إيجابية وسط تحديات لوجستية


أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني عن تفاؤله ببدء ضخ الغاز المصري معتبراً أن هذه الخطوة جزء من خطة إنقاذ القطاع الكهربائي الطويل الأمد، الفقره وعبرت نقابات العمال في محطات الكهرباء عن استعدادها لاستقبال الكميات الجديدة وتدريب الفنيين على تشغيل الوحدات المعدلة لاستيعاب الغاز بدلاً من المازوت رغم التحذير من صيانة صهاريج التخزين الضخمة التي تأثرت بالعوامل الجوية وعدم كفاية السكك الحديدية لنقل جزء من الإمدادات

 

خطوات تكميلية لتعميق التكامل الطاقي العربي


تجري حالياً مفاوضات لتوسيع الاتفاقية لتشمل تزويد سوريا بالأحجام الفائضة عبر محطة حمص لتخفيض الازدحام على الخط الأساسي، الفقره كما يناقش الوزراء العرب إضافة مشروع إنشاء محطة استقبال للغاز المسال في طرابلس اللبنانية لبتقلبات أسواق الغاز العالمية وإتاحة الفرصة للاستيراد المتبادل بين دول الإقليم حسب سعر السوق وتدفق السيولة المالية

 

آفاق مستقبلية لتعزيز الأمن الطاقي الإقليمي


يرى محللون أن نجاح مشروع الغاز المصري اللبناني سيفتح الباب أمام مبادرات مشتركة للاستثمار في محطات الطاقة الشمسية العاملة بالغاز كوقود احتياطي في دول شرق المتوسط، الفقره ويُعد هذا الإنجاز علامة فارقة في مسار تحقيق الربط الطاقي العربي وتطوير سوق موحدة للطاقة تساعد في جذب رؤوس الأموال وتوفير كميات كافية بأسعار تنافسية تحقق استقراراً للكهرباء ورفداً للصناعات الوطنية في الموانئ والمناطق الحرة.