عندما تصاب البشرة بالحروق، سواء كانت بسبب التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو لأي سبب آخر، تصبح في حالة هشّة جدًا وتفقد قدرتها الطبيعية على الحماية والتجدد السريع وفي هذه الحالة، تصبح العناية الصحيحة بالبشرة ضرورية، ليس فقط لتقليل الألم، بل أيضًا لتفادي العدوى وتسريع عملية الشفاء.

 

بعد الحروق: كيف نعتني بالبشرة لتتعافى بسرعة وأمان؟

 في هذا المقال، نسلط الضوء على أهم الإرشادات التي يجب اتباعها بعد الإصابة بالحروق، ونستعرض أبرز الأخطاء الشائعة التي قد تؤخر عملية التعافي أو تسبب مضاعفات خطيرة.

 

أولاً: أهمية الترطيب الداخلي والخارجي

من أبرز ما تحتاجه البشرة بعد الحروق هو الترطيب فالحروق، وخاصة الناتجة عن الشمس، تسبب جفاف الجلد وفقدانه للسوائل، وهو ما قد يؤدي إلى تشقق الجلد وتقشره.

 

الترطيب الداخلي
شرب كميات كافية من الماء هو الأساس. يساعد الترطيب الداخلي على تسريع عملية تجدد الخلايا، ويقلل من الالتهابات لذلك، يجب أن تكون زجاجة الماء في متناول اليد دائمًا خلال فترة الشفاء، خاصة في الأيام الحارة.

 

الترطيب الخارجي
استخدام بخاخات الماء الحراري أو الجل المهدئ مثل جل الألوي فيرا الطبيعي يمكن أن يخفف من الشعور بالحرقة، ويرطب البشرة بلطف دون تهييجها يُنصح بالابتعاد عن الكريمات التي تحتوي على العطور أو الكحول لأنها قد تزيد من تهيج الجلد.

 

ثانيًا: الملابس المناسبة تُحدث فرقًا

ارتداء الملابس الضيقة أو المصنوعة من أقمشة صناعية قد يزيد من تهيج المنطقة المصابة، ويسبب الحكة أو حتى خدش الجلد دون قصد، مما يعرضه لخطر العدوى.

 

ماذا نرتدي؟
الاختيار الأفضل هو الملابس الواسعة والمصنوعة من القطن الطبيعي، لأنها تسمح للبشرة بالتنفس وتقلل من الاحتكاك أيضًا، يُفضل تجنب الألوان الداكنة التي تمتص الحرارة، خاصة في الجو الحار.

 

ثالثًا: منتجات التجميل… احذروها!

من أكثر الأخطاء الشائعة بعد الحروق هو الاستمرار في استخدام المكياج أو مستحضرات التقشير، بحجّة تغطية آثار الحرق أو محاولة تسريع التجدد لكن هذا التصرف في الحقيقة يزيد من تفاقم الوضع.

 

ما الحل؟

بتوقيف استخدام أي منتج تجميلي على البشرة المصابة، بما في ذلك كريمات التقشير أو السيروم المركز الأفضل هو استخدام كريم مرطب بسيط، طبي وخالٍ من العطور، ويمكن طلب استشارة صيدلي لاختيار النوع الأنسب حسب نوع الحرق.

 

رابعًا: الجلد المتقشر والفقاعات… لا تلمسها!

بعد الحروق، تبدأ البشرة بالتقشر أو تظهر فقاعات صغيرة مملوءة بالسائل. هذه علامة على أن الجسم يعمل بجد لإصلاح الضرر، ولا يجب التدخل في هذه العملية.

 

فقع الفقاعات أو إزالة الجلد المتقشر بالقوة يفتح الباب أمام البكتيريا ويزيد من خطر الإصابة بعدوى جلدية يجب ترك الجلد ليتساقط وحده بشكل طبيعي، وفي حال ظهرت علامات غير طبيعية مثل رائحة كريهة أو ألم مفرط، يجب التوجه للطبيب فورًا.

 

خامسًا: متى نذهب للطبيب؟

في بعض الحالات، تكون الحروق خفيفة ويمكن التعامل معها في المنزل. لكن هناك علامات تحذيرية لا يجب تجاهلها:

احمرار شديد لا يختفي

ارتفاع في حرارة الجسم

ظهور عدد كبير من الفقاعات

آلام لا تحتمل

خروج صديد أو إفرازات غريبة من الجلد

عند ملاحظة أي من هذه الأعراض، يُنصح بعدم تأجيل زيارة الطبيب، لأن التدخل المبكر قد يمنع تفاقم الحالة.

 

سادسًا: الوقاية خير من العلاج

كل هذه المعاناة يمكن تجنبها بخطوات بسيطة جدًا:

استخدام كريم واقي من الشمس بمعامل حماية لا يقل عن SPF 30 قبل الخروج.

إعادة تطبيق الكريم كل ساعتين، خصوصًا عند التعرّض المباشر للشمس أو بعد السباحة.

ارتداء ملابس واقية، قبعة، ونظارات شمسية.

تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة بين الساعة 12 ظهرًا و4 عصرًا.