تشهد المستشفيات والصيدليات في مختلف الدول العربية تزايدًا ملحوظًا في معدلات استخدام المسكنات، خاصة تلك التي تصرف بدون وصفة طبية، زي الباراسيتامول والإيبوبروفين، وده في ظل ضغوط الحياة اليومية والمشاكل الصحية البسيطة اللي بيلجأ فيها المواطن للمسكن كحل سريع بدل ما يراجع الطبيب، الظاهرة دي بدأت تثير قلق الأطباء والمؤسسات الصحية، خصوصًا بعد ظهور حالات متكررة من مضاعفات خطيرة ناتجة عن الإفراط في الجرعة أو استخدام المسكن بشكل مزمن

 

منظمة الصحة العالمية أشارت في تقريرها الصادر يوم 20 مايو 2025، إلى إن هناك زيادة بنسبة 25% في حالات التسمم الكلوي والكبدي الناتج عن الاستخدام الخاطئ للمسكنات في المنطقة العربية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وده بيؤكد إن المشكلة مش مجرد عادة سيئة لكنها أصبحت خطر صحي حقيقي بيتطلب تدخل وتوعية، وفي نفس التقرير تم تسليط الضوء على بعض البلدان اللي فيها معدلات استخدام عالية للمسكنات، وده زي مصر والسعودية والمغرب، واللي بيرتبط فيها الاستخدام بسهولة الوصول للمستحضرات من غير وصفة

الدكتور سامي عبد المنعم، استشاري الباطنة في مستشفى عين شمس الجامعي، صرح في مداخلة تليفزيونية إن مسكنات زي البروفين أو الكيتوبروفين ممكن تسبب تقرحات في المعدة ونزيف داخلي، لو تم استخدامها بشكل عشوائي أو لفترات طويلة، وأكد إن خطورة المسكنات مش في المواد الفعالة بس، لكن في تفاعلها مع أدوية تانية، خصوصًا عند مرضى الضغط والقلب والسكري، واللي بيتناولوا أدوية بشكل يومي، وبالتالي ممكن تحصل تفاعلات خطيرة من غير ما المريض يعرف السبب

 

وعلى مستوى المبادرات الحكومية، بدأت وزارة الصحة في الأردن والإمارات حملات توعية ضخمة، سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال الندوات في الجامعات والمراكز الطبية، الهدف منها هو تثقيف الناس بخصوص متى يُعتبر المسكن ضروري، وإزاي يتجنبوا مخاطره، بعض الصيدليات هناك بدأت بالفعل في تقييد صرف المسكنات القوية من غير استشارة مختص، وده بيتم من خلال نظام إلكتروني بيراقب عدد مرات صرف الدواء للمريض الواحد

 

الخبراء كمان نبهوا لأهمية دور الأسرة في تقنين استخدام المسكنات، خصوصًا مع الأطفال والمراهقين، لأن في حالات كتير بيكون فيها الطفل بيتألم من مشكلة عضوية خطيرة، والمسكن بيخفي الأعراض ويأخر التشخيص، وده حصل في وقائع حقيقية منها حالة لطفل في مدينة طنجة المغربية تم علاجه بالمسكنات لعدة أيام على إنه عنده صداع بسيط، لكن اتضح بعد كده إنه مصاب بورم دماغي وتم اكتشافه متأخر جدًا

 

المطلوب دلوقتي هو إن الناس تبقى أكثر وعي وتفهم إن المسكن ما هواش حل نهائي ولا آمن طول الوقت، ولازم يكون فيه رقابة على النفس وعلى أفراد الأسرة، وده مش معناه الامتناع التام عنه، لكن الاستخدام لازم يكون بحكمة وبحدود ويفضل تحت إشراف طبي، وده هيقلل من نسب الأمراض المزمنة اللي ممكن تحصل على المدى الطويل نتيجة سوء الاستخدام، والأهم من كده إننا نحط صحة الكلى والكبد والأعضاء الحيوية في اعتبارنا دايمًا قبل ما ناخد أي حبة دواء حتى لو كانت صغيرة جدا