يتسم مرض السكري بارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم نتيجة اضطراب إنتاج أو فعالية هرمون الإنسولين، ويعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص بشكل يومي، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على المدى البعيد إذا لم يدار بشكل صحيح.

 

الأنواع الرئيسية للسكري


ينقسم السكري إلى نوعين رئيسيين، النوع الأول الذي يحدث نتيجة تدمير خلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس بفعل جهاز المناعة الذاتي، مما يستلزم تلقي الإنسولين بشكل يومي باعتباره العلاج الوحيد، والنوع الثاني الذي ينشأ عن مقاومة الخلايا للإنسولين أو نقص إنتاجه التدريجي، ويُعالج غالبًا بتعديل نمط الحياة والأدوية الفموية أو الإنسولين حسب شدة الحالة.

 

الأعراض والعلامات المميزة


تشمل الأعراض الشائعة للسكري زيادة العطش وكثرة التبول وفقدان الوزن غير المبرر والإعياء المستمر، كما قد يعاني المرضى من الشعور بالجوع المفرط وتهيج الجروح وبطء التئام الجروح، ويمكن أن تظهر أعراض أخرى مثل الرؤية الضبابية وخدر الأطراف مع تقدم المرض، لذا يُنصح بإجراء فحص سكر صيامي دوري لمن تجاوز سن الأربعين أو لديهم تاريخ عائلي للمرض.

 

عوامل الخطر والوقاية


تُساهم السمنة وقلة النشاط البدني في زيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، إضافة إلى العوامل الوراثية والقلق المزمن ونمط التغذية الغني بالسكريات والدهون، ويمكن تقليل هذا الخطر باتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه مع تخفيض استهلاك المشروبات المحلاة والوجبات السريعة، وممارسة الرياضة بانتظام لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا مثل المشي السريع أو السباحة.

 

إدارة السكري بفعالية


تتضمن الإدارة الصحية للسكري مراقبة نسبة السكر في الدم بشكل دوري باستخدام جهاز قياس منزلي، والالتزام بجدول الأدوية أو جرعات الإنسولين الموصوفة من الطبيب، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات والملح، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع المتابعة الدورية لوظائف الكلى وضغط الدم ومستويات الكوليسترول، ويفضل مراجعة فريق متعدد التخصصات يشمل طبيبًا مختصًا وأخصائي تغذية وممرضًا لتوفير دعم متكامل.

 

المضاعفات المحتملة


قد يؤدي السكري غير المسيطر عليه إلى مضاعفات مثل اعتلال الشبكية السكري وفقدان البصر، وأمراض الكلى المزمنة التي قد تستلزم غسيلًا دوريًا، وأمراض القلب والأوعية الدموية التي تزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، إضافة إلى اعتلال الأعصاب المحيطية الذي يتسبب في خدر وألم في الأطراف السفلى، لذلك يُعد التحكم المبكر ومنع ارتفاعات السكر المتكررة أمرًا محوريا للحفاظ على جودة الحياة.

 

دور الدعم النفسي والاجتماعي


يحتاج مرضى السكري إلى دعم نفسي واجتماعي للتعامل مع الضغوط المرتبطة بالمراقبة اليومية للسكر وتعديل نمط الحياة، ويمكن أن يكون الانضمام إلى مجموعات الدعم أو الاستعانة بمختص نفسي مفيدًا لتخفيف القلق والاكتئاب المرتبطين بالإدارة المستمرة للمرض، كما يُنصح بمشاركة أفراد الأسرة في التعلم حول السكري لدعم المريض وتوفير بيئة محفزة للالتزام بالعلاج.