في تطور مفاجئ ومقلق، أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم مساء الإثنين عن إيقاف جميع منافسات مرحلة التتويج للدوري الليبي للمحترفين الخاصة بالمجموعة الغربية الثانية، وذلك على خلفية الأوضاع الأمنية المتوترة في محيط العاصمة طرابلس.

 

وأكدت لجنة تنظيم المسابقات في بيان رسمي مقتضب عبر صفحتها على منصة "فيسبوك"، أن الإيقاف يشمل كل الأنشطة الرياضية التي تُشرف عليها اللجنة في المنطقة الغربية، مشيرة إلى أن التعليق سيستمر "إلى حين إشعار آخر".

 

تأتي هذه الخطوة في أعقاب التطورات الأخيرة التي شهدتها طرابلس، بعد الإعلان عن مقتل عبد الغني الككلي المعروف بـ"غنيوة"، رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، مساء يوم الإثنين، وهو ما فجر موجة من التوترات والمواجهات المسلحة المحدودة في مناطق مختلفة من العاصمة، دفعت الجهات الرياضية إلى تعليق النشاط بشكل فوري تحسبًا لأي تصعيد.

 

 

مصادر أمنية ورياضية أكدت أن القرار اتُخذ حفاظًا على سلامة اللاعبين والجماهير والحكام وجميع أطراف المنظومة الكروية، في ظل صعوبة تأمين الملاعب والتنقلات وسط الأوضاع الحالية.

 

وبحسب مصادر مطلعة من داخل لجنة المسابقات، فإن الاتحاد الليبي لكرة القدم يعتزم عقد اجتماع طارئ نهاية الأسبوع الجاري بمشاركة ممثلين عن وزارة الرياضة، وذلك للنظر في سيناريوهات المرحلة القادمة، خاصة فيما يتعلق بمصير مباريات المجموعة الغربية.

 

 

الانتظار حتى استقرار الوضع الأمني في طرابلس، ثم استئناف المباريات اعتبارًا من مرحلة الإياب.

 

نقل جميع المباريات المتبقية من المجموعة الغربية إلى ملاعب مدينة بنغازي أو مدن شرق البلاد، مع توفير الحماية اللازمة للأندية واللاعبين.

 

استمرار النشاط في المنطقة الشرقية


على الجانب الآخر، أكدت مصادر رسمية من الاتحاد الليبي أن منافسات المجموعة الأولى (المنطقة الشرقية) التي تضم فرقًا من بنغازي وطبرق ودرنة، ستستكمل بشكل طبيعي، حيث لم تتأثر تلك المناطق بالأحداث الجارية في العاصمة.

 

ويُعد هذا الأمر مهمًا لضمان استمرارية المنافسات، ولو جزئيًا، والحفاظ على الحد الأدنى من انتظام المسابقة لحين الوصول إلى حل بشأن الوضع في الغرب.

 

رغم رغبة اتحاد الكرة في استكمال الدوري، فإن بعض التقارير الصحفية أشارت إلى إمكانية إلغاء مباريات المجموعة الغربية إذا استمر التوتر، مع الاكتفاء بالترتيب الحالي وإقامة نهائي مبكر بين متصدري المجموعتين الشرقية والغربية، لحسم هوية بطل الدوري الليبي للموسم الحالي.

 

لكن هذا الخيار لا يزال محل خلاف، وقد يُواجه اعتراضات من الأندية المتأخرة في الترتيب، التي لا تزال تملك فرصة حسابية للتأهل، خاصة في ظل تقارب النقاط بين المنافسين.

 

نظام البطولة: مجموعتان ونهائي واحد


يُذكر أن مرحلة التتويج بالدوري الليبي للمحترفين تقام بنظام المجموعتين:

 

المجموعة الأولى (المنطقة الشرقية): تضم 6 أندية من شرق ليبيا.

المجموعة الثانية (المنطقة الغربية): تضم 6 أندية من طرابلس ومحيطها.

 

يتأهل متصدر كل مجموعة إلى النهائي الكبير، الذي يُقام من مباراة واحدة على ملعب محايد، لحسم لقب الدوري الليبي.

 

تداعيات محتملة على الكرة الليبية


تعليق المنافسات في المنطقة الغربية يعد انتكاسة جديدة لكرة القدم الليبية التي تحاول منذ سنوات استعادة الاستقرار والنشاط الكامل في مختلف ربوع البلاد، خاصة بعد سلسلة من التوقفات التي شهدتها المواسم الماضية بسبب الأزمات الأمنية والسياسية.

 

وقد يؤثر استمرار الإيقاف على التحضيرات القارية للفرق المشاركة في دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية، وكذلك على استعدادات المنتخب الليبي، خاصة إذا طال تعليق النشاط لأسابيع.

 

بين الوضع الأمني غير المستقر في طرابلس، ومحاولة اتحاد الكرة الليبي الحفاظ على استمرارية الدوري، تظل الكرة الليبية أمام مفترق طرق فإما أن يتم التوصل إلى حل سريع يسمح باستئناف النشاط، أو تُتخذ قرارات استثنائية قد تثير جدلًا واسعًا بين الأندية والجماهير.

 

وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، يبقى الأمل معلقًا على أن تسود روح التوافق والاستقرار، حتى تعود الحياة الطبيعية لملاعب ليبيا، ويستكمل الموسم الكروي دون مزيد من الانقطاعات.