تتجه الأنظار مساء اليوم إلى ملعب مونتجويك حيث يحتضن الكلاسيكو المرتقب بين برشلونة وريال مدريد، إلا أن الأضواء لن تسلط فقط على الأسماء المعتادة، بل ستتوجه أيضًا نحو الظهير الأيسر فران غارسيا، الذي يخوض واحدة من أهم مباريات مسيرته، وربما الأكثر تأثيرًا على مستقبله داخل أسوار "سانتياغو برنابيو".

 

صحيفة ماركا الإسبانية كشفت أن أداء فران غارسيا في مواجهة النجم الشاب لامين جمال قد يكون عنصرًا حاسمًا في تحديد مستقبله مع الفريق الملكي، خاصة في ظل مشاركته أساسيًا للمرة الأولى في مباراة كلاسيكو من هذا الحجم، وسط غياب البدائل في مركز الظهير الأيسر.

 

اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا يجد نفسه اليوم في موقف مختلف تمامًا عن مباراة كأس السوبر الإسباني الماضية، حيث اضطر حينها للدخول بديلًا بشكل مفاجئ بعد إصابة فيرلان ميندي، ولم يكن مستعدًا بالشكل الأمثل.

 

رغم ذلك، تمكن من مجاراة لامين جمال، الذي يُعد أحد ألمع المواهب الصاعدة في الكرة الأوروبية، وقدم فران أداءً جيدًا على المستويين الدفاعي والهجومي.

 

هذه المرة، يدخل غارسيا المواجهة متسلحًا بالاستعداد الكامل، بعدما خصص الجهاز الفني لريال مدريد وقتًا كافيًا لتحليل تحركات لامين جمال خلال مباريات سابقة.

 

وأظهرت التحليلات أن النجم الكتالوني الشاب يفضل استقبال الكرة على قدميه، دون التحرك كثيرًا في المساحات، ما يمنح غارسيا فرصة لتضييق الخناق عليه من أول لمسة، بعكس ما يواجهه عادةً من مهاجمين أمثال فينيسيوس جونيور أو كيليان مبابي الذين يعتمدون على الانطلاق في المساحات.

 

ومنذ عودته إلى ريال مدريد صيف 2023، خاض فران غارسيا 75 مباراة، منها 43 خلال الموسم الحالي، لكنه لم ينجح حتى الآن في نيل ثقة المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي فضل الاعتماد على ميندي في المباريات الكبرى.

 

ورغم ذلك، ما يزال غارسيا يعتبر من الأسماء التي تملك فرصة لإثبات الذات، خاصة مع الحديث المتزايد عن احتمالية تولي تشابي ألونسو مهمة تدريب الفريق بداية من الموسم المقبل.

 

أهمية مباراة اليوم لا تتوقف عند حدود النقاط أو الترتيب في الدوري، بل تتجاوزها لتلامس مستقبل عدد من اللاعبين، وفي مقدمتهم فران غارسيا.

 

فمع معرفة ألونسو الجيدة بإمكانات اللاعب منذ فترته في باير ليفركوزن، فإن الأداء المقنع في الكلاسيكو قد يكون كافيًا لتغيير موقعه في الحسابات المستقبلية للمدرب القادم.

 

فران يعلم تمامًا أن الفرص لا تتكرر كثيرًا في نادٍ بحجم ريال مدريد، وأن إثبات الجدارة في مباراة بحجم الكلاسيكو قد يكون جواز المرور نحو دور أكبر، وربما أساسيا، في المرحلة القادمة، أما الإخفاق، فقد يكون بداية العد العكسي لمشواره مع الفريق الأبيض.

 

اليوم، يقف فران غارسيا في لحظة مفصلية بين إثبات الذات أو مغادرة الحلم المدريدي... وكل شيء سيتحدد على عشب مونتجويك.