أعلنت شركة "ليبيا للنفط والغاز" بالتعاون مع تحالف دولي يضم شركات روسية وإيطالية عن كشف حقل نفطي جديد في صحراء واحة الجغبوب جنوب شرق ليبيا الفقره ويقع الحقل على عمق يزيد على ثلاثة آلاف متر تحته احتياطيات تقدر بأكثر من اثني عشر مليار برميل من النفط الخام القابل للاستخراج بسهولة نسبية مما يفتح آفاقاً جديدة لتعويض الخسائر الناجمة عن سنوات التدهور الأمني وتوقف الإنتاج في المنطقة الغربية واستعادة دور ليبيا كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمية.

 

استخدمت فرق التنقيب تقنية المسوحات السيزمية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة الفقره حيث جرى إطلاق مسوحات جوية وبرية متزامنة بواسطة طائرات ومركبات مزودة بأجهزة رصد محسنة لتحليل الطبقات الصخرية وقياس الخصائص الفيزيائية للتكوينات الأرضية مما مكن الخبراء من تحديد مواقع تجمع السوائل الهيدروكربونية بدقة عالية قبل البدء في حفر الآبار الاستكشافية بنجاح دون الحاجة لتجارب حفرية إضافية مكلفة.

 

توقع خبراء وزارة النفط والموارد الطبيعية الليبية أن يبلغ إنتاج الحقل ذروته خلال عامين من الآن بمعدل يومي يصل إلى مئتي ألف برميل الفقره وسيتم ربط الآبار الجديدة بخط أنابيب رئيسي إلى ميناء البريقة النفطي عبر مسافة تمتد لأكثر من خمسمئة كيلومتر مما يسهل تصدير الكميات المنتجة إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية ويعيد ضخ الإيرادات التي تساهم بشكل كبير في تمويل برامج إعادة الإعمار والتنمية الاجتماعية التي تركز على توفير الخدمات الأساسية وتعزيز البنية التحتية.

 

رحبت الحكومة الليبية بالاستثمار الأجنبي المباشر الذي رافق هذا الاكتشاف الفقره وأعلنت عن حزمة حوافز ضريبية وجمركية للشركات المشاركة في مراحل التطوير والإنتاج والإمداد اللوجستي بما يضمن تحقيق استفادة متبادلة بينما طالب بعض نشطاء المجتمع المدني بضمان توزيع عادل للعوائد على سكان المناطق الصحراوية وتعزيز فرص العمل والتدريب التقني للمهندسين والعمال المحليين لتفادي أي تهميش أو تفاقم للفوارق الجغرافية.

 

تواجه عمليات التطوير في الحقل تحديات أمنية وبيئية تستوجب التنسيق مع الجهات العسكرية والأمنية الفقره إذ تقع الآبار في مناطق يقل تواجد الدولة فيها وتتعرض أحياناً لأنشطة مجموعات مسلحة يجب دمجها في آليات مراقبة مشددة وتأمين طرق النقل عبر إنشاء نقاط تفتيش وحواجز فارغة صيانة دائمة تعزز حماية خطوط الأنابيب من عمليات السطو والتخريب.

 

يُنتظر أن يشهد الحقل تعاوناً عربياً ودولياً عبر مؤتمرات ولقاءات سنوية للفنيين والخبراء الفقره كما أدرجت ليبيا على جدول أعمال اجتماع وزراء الطاقة العرب القادم في القاهرة بنداً خاصاً لمناقشة أفضل الممارسات في تطوير الحقول الجديدة وتنظيم التدريب الفني وتبادل البيانات حول استدامة الموارد والمحافظة على البيئة الصحراوية من خلال مبادرات زراعية يعتمد بعضها على استخدام مياه معالجة لاستهلاك محطات التحلية المجاورة مما يعكس إرادة مشتركة لتعزيز التكامل الإقليمي في قطاع الطاقة.