يواصل النجم الإسباني الشاب بيدري غونزاليس كتابة فصول مذهلة في مسيرته الكروية بقميص برشلونة، بعدما أثبت هذا الموسم أنه ليس فقط أحد أبرز المواهب في أوروبا، بل أيضًا من أكثر اللاعبين اجتهادًا ومثابرة على أرض الملعب.

 

في موسم طويل وشاق، حمل بيدري راية خط وسط البلوغرانا بكل جدارة، ليصبح رمزًا للثبات والالتزام والتألق المستمر.

 

اللاعب الشاب خاض حتى الآن 4660 دقيقة هذا الموسم، وهو رقم ضخم يؤكد حجم المجهود الذي يقدمه، ومن المتوقع أن يتجاوز حاجز الـ5000 دقيقة مع تبقي مباريات قليلة فقط في الموسم.

 

وشارك بيدري في 63 مباراة من أصل 64 ممكنة، في مختلف البطولات التي خاضها برشلونة هذا العام، وهو رقم مذهل لأي لاعب، فكيف إذا كان الحديث عن شاب لا يزال في بداية العشرينيات من عمره؟

 

الغريب أن الغياب الوحيد لبيدري هذا الموسم لم يكن بسبب إصابة أو قرار فني، بل نتيجة وعكة صحية حرمته من خوض لقاء فالنسيا في الدوري الإسباني.

 

عدا ذلك، كان بيدري حاضرًا في كل معركة خاضها برشلونة، سواء في الليغا أو دوري أبطال أوروبا أو الكؤوس المحلية، ما جعله أحد الأعمدة التي لا غنى عنها في تشكيلة الفريق الكتالوني.

 

ويجمع المتابعون على أن بيدري لم يكتفِ بمجرد الحضور البدني، بل قدم أداءً عالي المستوى في كل مباراة تقريبًا.

 

فهو الرابط الحيوي بين الدفاع والهجوم، يمتاز بتمريراته الدقيقة، رؤيته الواسعة، وتحركاته الذكية التي تمنح الفريق إيقاعًا سلسًا في وسط الملعب.

 

كما أن تطوره التكتيكي خلال هذا الموسم كان واضحًا، حيث بات أكثر نضجًا في اتخاذ القرارات تحت الضغط، وأكثر صلابة في الأدوار الدفاعية.

 

الجهاز الفني لبرشلونة يدرك تمامًا قيمة بيدري، ولذلك منحه المدرب الثقة المطلقة في جميع المناسبات الكبرى.

 

وقد أثبت اللاعب بدوره أنه يستحق تلك الثقة، بتقديمه عروضًا متوازنة بين الجهد البدني والانضباط الفني.

 

حتى في المباريات التي بدا فيها الفريق متراجعًا، كان بيدري عنصر الثبات الذي يُعتمد عليه لاستعادة السيطرة.

 

النقاش حول إرهاق بيدري عاد مجددًا، خاصة مع اقترابه من حاجز الـ5000 دقيقة، وهو ما قد يشكل خطرًا على لياقته مستقبلاً، في ظل مشاركاته الدولية المتوقعة مع منتخب إسبانيا.

 

لكن المقربين من اللاعب يؤكدون أن بيدري يتمتع بلياقة ذهنية وجسدية عالية، إلى جانب برنامج متابعة فردي خاص يهدف للحفاظ على جاهزيته طوال الموسم.

 

في النهاية، بيدري لم يعد مجرد موهبة واعدة، بل أصبح قطعة أساسية في مشروع برشلونة المستقبلي، ونموذجًا للاعب العصري الذي يجمع بين المهارة والصلابة والالتزام.

 

ومع كل مباراة يخوضها، يثبت أنه يستحق عن جدارة لقب "الرجل الحديدي" في كتيبة البلوغرانا.