سجلت وزارة الصحة ارتفاعا قياسيا في أعداد المصابين بفيروس حمى الضنك في محافظات دلتا النيل خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تجاوزت الحالات المؤكدة خمسة آلاف حالة مسجلة في محافظات كالقليوبية والغربية والمنوفية ورشيد، مما دفع الجهات المختصة إلى رفع حالة الطوارئ في المستشفيات المركزية والمكاتب الصحية دون توقف عن العمل لتقديم الرعاية العاجلة للمرضى.
وزارة الصحة تحذر من تفشي حمى الضنك مع ارتفاع درجات الحرارة في دلتا النيل
وسط توقعات بارتفاع إضافي مع وصول ذروة موسم درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة، وهذا ما دعا الوزارة لإطلاق تحذيرات متكررة للمواطنين بضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية وتجنب أماكن تجمع المياه الراكدة لإيقاف سلسلة التكاثر النمطي لبعوض النمر الآسيوي الناقل للفيروس، علاوة على توجيه فرق الرش المتنقلة إلى القرى الأكثر تأثرا لتوزيع مبيدات حشرية بيولوجية آمنة على البيئة.
إجراءات صارمة لمواجهة التفشي
أعلنت وزارة الصحة عن استعدادها لتوزيع أكثر من مئتي ألف عبوة من محلول تصفية الدم للمصابين الذين تظهر عليهم أعراض شديدة تشمل ارتفاع حرارة مفاجئ وآلام مفصلية حادة وطفح جلدي مع غثيان وقيء، كما أطلقت حملات توعية مكثفة عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية والإلكترونية للتعريف بأعراض المرض وطرق التشخيص المبكر للتمكن من المعالجة قبل تفاقم الأعراض الخطيرة، بجانب تنسيقها مع مديريات الصحة في جميع المحافظات لإقامة عيادات متنقلة في المناطق الريفية للحالات البعيدة عن المراكز العلاجية الكبرى، مع توفير أطباء مختصين بأمراض الجهاز الدوري والمكافحة الحشرية لضمان سرعة الاستجابة لحالات الطوارئ.
تحذيرات بشأن الاستخدام المفرط للمبيدات
حذرت وزارة الزراعة من الاستخدام المفرط للمبيدات الكيميائية دون إشراف مختصين مما يسبب أضرارا صحية قد تؤدي إلى تفاقم أعراض المرض لدى المصابين بحمى الضنك، وأكدت ضرورة اعتمادية الخلطات البيولوجية بدلا من المبيدات ذات الأساس الكيميائي لحماية التربة والمحاصيل ومنع اختراق الحشرات المقاومة لهذه المواد.
بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بخطط الصيانة الدورية لشبكات الصرف الصحي لمنع تكون البرك والمستنقعات التي يشكل كل منها بيئة مناسبة لتكاثر البعوض، مطالبين الأهالي بالتعاون مع المجالس المحلية لإبلاغ فرق المكافحة عن أي بؤر لتجمع المياه وتجنب استخدام الأواني المكشوفة كوسيلة تخزين للمياه.
توصيات صحية ضرورية للمواطنين
دعت وزارة الصحة المواطنين إلى اتباع مجموعة من التوصيات المحورية تشمل ارتداء ملابس بأكمام طويلة وقفازات عند الخروج خصوصا عند الفجر والغسق، واستخدام المبيدات الشخصية المضادة للحشرات، والنوم تحت ناموسيات علاجية مشبعة بالبيكاريدين لحماية الفئات الأكثر عرضة كالأطفال وكبار السن والحوامل.
بجانب استهلاك كميات كافية من السوائل لتعويض الفاقد من العرق والوقاية من الجفاف وحرارة الشمس الزائدة، مع ضرورة التوجه الفوري لأقرب منشأة صحية عند ظهور الأعراض الأولى لتلقي العلاج والدعم الوريدي إن لزم الأمر حفاظا على سلامة المجتمع من انتشار الأوبئة وتفشي المرض بين الفئات الضعيفة.