يواصل منتخب المغرب للشباب تحت 20 عامًا مشواره في بطولة أمم أفريقيا للشباب، المقامة حاليًا في مصر، حيث اختتم الفريق استعداداته لمباراته الحاسمة أمام منتخب تونس، والتي تقام ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات على ملعب “30 يونيو” بالعاصمة المصرية القاهرة، وسط طموحات كبيرة لتحقيق الفوز وضمان التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
المغرب يستعد بقوة لمواجهة تونس في بطولة أمم أفريقيا للشباب تحت 20 عامًا
أجرى منتخب المغرب تدريبه الأخير يوم الثلاثاء، في أجواء من الجدية والتركيز التام، حيث يسعى المدير الفني محمد وهبي إلى تحضير لاعبيه نفسيًا وتكتيكيًا لهذا اللقاء المرتقب، وحرص الجهاز الفني خلال الحصة التدريبية على معالجة الأخطاء التي ظهرت في المواجهتين السابقتين أمام كينيا ونيجيريا، مع التركيز على الجوانب الدفاعية والتنظيم داخل الملعب.
وهبي: مواجهة نيجيريا كانت البداية الحقيقية
وفي تصريحات صحفية أعقبت التعادل السلبي مع نيجيريا في الجولة الثانية، أشار المدرب محمد وهبي إلى أن المنتخب قدم أداءً أفضل مقارنة بالمباراة الأولى ضد كينيا، مؤكدًا أن المواجهة ضد نيجيريا تمثل الانطلاقة الحقيقية للفريق في البطولة.
وقال وهبي: "كنا نطمح للفوز أمام نيجيريا، لكن التعادل كان مرضيًا في ظل الأداء الدفاعي المنظم والانضباط التكتيكي، نحن الآن في صدارة المجموعة بفارق الأهداف، وهدفنا هو مواصلة التطور وتحقيق نتيجة إيجابية أمام تونس".
يعد اللقاء ضد تونس فاصلاً في مشوار المنتخب المغربي، إذ تمثل نتيجته مفتاح التأهل إلى الدور التالي من البطولة؛ ويعلم لاعبو المغرب جيدًا أن الفوز أو حتى التعادل يمكن أن يكون كافيًا للتأهل، لكن الطموحات لا تقف عند هذا الحد، بل يسعى الفريق لاعتلاء صدارة المجموعة وتحقيق إنجاز يليق بمكانة الكرة المغربية.
وعلى الجانب الآخر، يخوض منتخب تونس اللقاء بطموح مماثل، ما يجعل المباراة مواجهة مغاربية حماسية مرتقبة بين فريقين يملكان تاريخًا تنافسيًا طويلًا على المستوى الإقليمي.
مشوار المغرب في البطولة حتى الآن
بدأ منتخب المغرب البطولة بفوز صعب ومثير على كينيا بنتيجة 3-2، في مباراة شهدت ندية كبيرة وأداء هجومي لافت من "أسود الأطلس".ورغم بعض الأخطاء الدفاعية، نجح المنتخب في حصد أول ثلاث نقاط.
وفي اللقاء الثاني، اصطدم المغرب بمنتخب نيجيريا القوي، وخرج بنقطة ثمينة من تعادل سلبي، أعادت التوازن للفريق ورفعت من معنويات اللاعبين وبذلك تصدر المغرب المجموعة مؤقتًا بفارق الأهداف، قبل دخول الجولة الثالثة الحاسمة.
تحدث المدير الفني وهبي أيضًا عن انتقال الفريق إلى مدينة الإسماعيلية، لخوض المباراة أمام تونس على ملعب قناة السويس، مشيرًا إلى أن الظروف اللوجستية ممتازة، حيث قال: "الإسماعيلية قريبة من القاهرة، والفندق والملعب في أفضل حالة، ولا توجد لدينا أي مشاكل. الأجواء مهيأة تمامًا للتركيز على المباراة فقط".
أظهر المدرب وهبي ثقة واضحة في قدرات لاعبيه، وأشاد بالتزامهم وانضباطهم داخل المعسكر، مؤكدًا أن هذه المجموعة من اللاعبين قادرة على الذهاب بعيدًا في البطولة.
وأكد على أهمية التركيز في التفاصيل الصغيرة، وعدم ارتكاب الأخطاء أمام منتخب منظم مثل تونس.
يحظى المنتخب بدعم جماهيري كبير من المغاربة المقيمين في مصر، بالإضافة إلى متابعة دقيقة من الاتحاد المغربي لكرة القدم، الذي وفر كل سبل الدعم الفني والإداري للمنتخب، ما يعكس مدى أهمية هذه البطولة في استراتيجية تطوير الكرة المغربية على مستوى الفئات السنية.
تأتي هذه المشاركة في إطار رؤية طويلة المدى لتكوين جيل جديد من اللاعبين الموهوبين، الذين سيكونون العمود الفقري للمنتخب الأول في السنوات المقبلة ومن هنا، فإن نتائج البطولة لا تقاس فقط بعدد النقاط، بل أيضًا بمستوى التطور الجماعي والانضباط التكتيكي الذي يكتسبه اللاعبون.