شهدت محافظة أسوان في أبريل من عام ٢٠٢٥ ارتفاعا غير مسبوق في حالات حمى الضنك بعد موسم الأمطار المفاجئ، حيث سجلت مديرية الصحة أكثر من خمسمائة إصابة مؤكدة بين أهالي الحصا ومدينة كوم أمبو، وانتقلت العدوى بسرعة عبر البعوض المصاب في المناطق الرطبة القريبة من نهر النيل، فازداد الإقبال على المستشفيات الميدانية، وظهرت أعراض الحمى النزفية على مرضى تعرضوا للتأخر في التشخيص، ما دفع الأهالي للشكوى من بطء الرد الحكومي في إجراء رش المناطق بالمبيدات اللازمةز

 

تفاعل المجتمع وحملة التوعية


دشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #أسوان_ضد_الضنك ونشروا فيديوهات توضح أماكن تجمع المياه الراكدة، بإشراف متطوعين من المجتمع المدني، وشارك عدد من مؤثري مواقع التواصل في بث مباشر مع أطباء مختصين للحديث عن طرق الوقاية وكيفية التعرف على الأعراض مبكرا، كما أطلق طلاب كلية الطب بجامعة أسوان حملة مشى في شوارع المدينة لانتشار توزيع منشورات تضم خطوات التخلص من البعوض وإرشادات لتفريغ البرك المؤقتة، وقد لاقت الحملة تجاوبا واسع النطاق من سكان الحي الشعبي وقرى النوبة القريبة.

 

استجابة الجهات الصحية


أعلنت وزارة الصحة تخصيص عيادات متنقلة مزودة بأجهزة فحص سريع لانتشار الأجسام المضادة وتشكيل فرق طوارئ بيطرية لفحص البعوض في المنشآت المائية، وقررت إمداد مراكز الطوارئ بأقراص البندازول وسوائل ملحية لعلاج حالات الجفاف الناتج عن ارتفاع حرارة الجسم المفاجئ، وطلبت فرق التفتيش من المحافظة تفعيل عقوبات مالية على مخالفي قواعد التخلص من النفايات المنزلية التي تتحول إلى بؤر للبعوض، كما أُرسل طاقم مشترك من منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الصحة المصرية لتقديم تدريبات عملية للممرضين حول أحدث بروتوكولات العلاج والرصد الوبائي.

 

توصيات ضرورية للوقاية


حذرت لجنة مكافحة الأمراض المنقولة من البعوض المواطنين من الخروج في ساعات الغسق دون ارتداء ملابس طويلة الأكمام مع ضرورة استخدام مبخرات كهربائية أو لفافات تحتوي على مواد طاردة، وشدد الخبراء على أهمية تغطية خزانات المياه المستعملة ووضع شباك في نوافذ المنازل لتقليل دخول البعوض، كما نصحت الوزارة بأخذ قسط كاف من الراحة وتناول السوائل بكثرة في حال الشعور بأي أعراض مشابهة للإنفلونزا، وفي حال ارتفاع الحرارة المفاجئ يجب التوجه فوراً إلى أقرب وحدة صحية لإجراء الفحص اللازم قبل تفاقم الحالة.

 

تأثير الوباء على الحياة الاقتصادية والاجتماعية


أدى الانتشار السريع لحمى الضنك إلى تراجع الإقبال على المناطق السياحية النيلية في أسوان بنسبة تجاوزت خمسين في المئة خلال شهر رمضان، مما انعكس سلبا على دخل الفنادق والشركات السياحية، وارتفع معدل الغياب المرضي بين العاملين في القطاع الزراعي بنسبة تزيد عن عشرين في المئة، الأمر الذي دعا بعض أصحاب المزارع إلى تعويض النقص بعمالة موسمية قادمة من محافظات أخرى، فيما دعت نقابات المهن الصحية إلى ضرورة تخصيص موازنة طارئة لتحسين البنية التحتية الوقائية والحد من الخسائر المتوقعة جراء استمرار تفشي المرض.