أطلقت الهيئة القومية للأنفاق بالتعاون مع وزارة النقل أول رحلة تجريبية للقطار الفائق السرعة الذي يربط بين القاهرة والإسكندرية عبر مسار يمتد ٢٠٠ كيلومتر، وقد شهدت المحطات حفل استقبال بسيط بحضور وزير النقل وعدد من أعضاء البرلمان ووسائل الإعلام لتوثيق الوصول إلى محطة برج العرب في زمن قياسي يقل عن ساعتين.

يعتمد القطار على العربات ذات الهيكل الخفيف المصنوع من سبائك الألومنيوم ومواد مركبة لتقليل الوزن، مع نظام تعليق مغناطيسي هجين يمنح ثباتاً عالياً على السكك، كما زُود بمعدات إشارات ذكية قادرة على تجنب التصادم وتنظيم السرعات تلقائياً، إضافة إلى تصميم داخلي فخم يشمل مقاعد قابلة للتعديل وشاشات معلوماتية تفاعلية للركاب.

يستطيع انطلاق القطار السير بسرعة تصل إلى ٢٥٠ كيلومتراً في الساعة، مما يقلص زمن الرحلة بين المدينتين من ثلاث ساعات إلى أقل من ساعة ونصف، كما صمم لتقديم مستوى عالٍ من الراحة مع نظام تكييف متقدم وقواطع عازلة للصوت والاهتزازات، ويجري التجارب الفنية حالياً للتأكد من جاهزية جميع الأنظمة قبل التشغيل الرسمي للمسافرين.

يتوقع الخبراء أن يسهم انطلاق القطار الفائق السرعة في تخفيف الضغط على الطريق الزراعي القديم وتقليل حوادث المرور، إضافة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي بين القاهرة والإسكندرية عبر تسريع حركة البضائع والتنقل اليومي للعمال والطلاب، كما من شأنه دفع السياحة الداخلية بفضل الرحلات السريعة المتكررة.

آليات الحجز والأسعار التقديرية


أعلنت الشركة المشغلة عن نظام حجز إلكتروني يتيح اختيار المقاعد وتحديد أوقات الرحلات عبر تطبيق خاص، مع تسعيرة تقديرية تبدأ من ٢٠٠ جنيه للدرجة الاقتصادية و٥٠٠ جنيه للدرجة الأولى، ويُمكن للمسافرين استخدام بطاقات الدفع الإلكترونية وتقسيط التذاكر على عدة أشهر دون فوائد لأصحاب البطاقات الوطنية.

خطة الصيانة والتشغيل المستدام


وضعت خطة لصيانة العربات والمعدات تشمل فحوصات يومية في ورش خاصة بمحطة مصر بالقاهرة وصيانة دورية شاملة كل ألفي كيلومتر، مع إنشاء محطة صيانة مركزية بمحافظة البحيرة لتخفيض زمن التوقف وضمان استمرار الخدمة دون انقطاع، ويشارك في هذه العمليات خبراء محليون وأجانب لنقل الخبرات التقنية.

ردود فعل الركاب


أعرب عدد من ركاب الرحلات التجريبية عن إعجابهم بالسرعة والراحة، مشيرين إلى أن القطار "يُشبه تجربة السفر في أوروبا"، بينما دعت جمعيات المجتمع المدني إلى تنظيم حملات تعريفية في المدارس والجامعات لزيادة وعي المواطنين بفوائد النقل السريع وتشجيعهم على الاعتماد عليه بدلاً من السيارات الخاصة.

تخطط وزارة النقل لإضافة محطات توقف في مدن القليوبية والشرقية وربط الخط بمحطات القطار الكهربائي السريع قريباً، إضافة إلى دراسة إنشاء مسارات جديدة تمتد إلى مطار سفنكس الدولي ومدينة العلمين الجديدة، مما يعزز شبكة النقل في مصر ويضع القطار الفائق السرعة ضمن مشروع تطوير السكك الحديدية الوطنية.