أنشئت المحطة على مساحة واسعة داخل المدينة الصناعية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتستخدم تقنية التحليل الكهربائي للماء باستخدام طاقة شمسية وطاقة رياح متجددة، حيث رُبطت الألواح الشمسية والتوربينات الهوائية بمنظومة ذكية لإنتاج الهيدروجين الأخضر دون أي انبعاثات كربونية، مما يعكس التوجه الوطني نحو الطاقة النظيفة وإدراج مصر في خارطة الدول المنتجة للهيدروجين.

 

القدرة الإنتاجية والأهداف المستقبلية


تصل الطاقة الإنتاجية للمحطة إلى ٥٠ ميجاوات مما يتيح إنتاج نحو ٢٠٠ طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، ويهدف المشروع إلى الارتقاء بهذه الطاقة إلى ٢٠٠ ميجاوات خلال ثلاث سنوات، بما يساهم في تحقيق أهداف مصر للطاقة المتجددة بنسبة ٤٢ بالمئة بحلول عام ٢٠٣٠ ويعزز فرص التصدير إلى أوروبا والأسواق الإقليمية.

 

شراكات التمويل والتنفيذ


نفذت المشروع شركة مصرية بالتعاون مع تحالف أوروبي يضم شركات فرنسية وألمانية متخصصة بقطاع الطاقة النظيفة، وتم تمويله من خلال منحة من الاتحاد الأوروبي وقرض ميسر من الوكالة الفرنسية للتنمية، كما دعمت الحكومة المصرية المشروع بحوافز ضريبية واستيرادية لتشجيع المزيد من الاستثمارات في قطاع الهيدروجين.

 

الفوائد الاقتصادية والبيئية


يسهم تشغيل المحطة في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري بمرحلته الصناعية مما يقلل فاتورة الاستيراد من الغاز والنفط ويخفض الانبعاثات بنحو ١٢٠ ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، كما يوفر المشروع أكثر من ٣٠٠ فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات الصيانة والهندسة والدعم اللوجستي.

 

ربط المحطة بصناعات مستقبلية


ترتبط المحطة بمجمع صناعي يخطط لاستخدام الهيدروجين الأخضر في إنتاج الأمونيا والأسمدة وإنتاج الوقود الصناعي النظيف لمصانع الأسمنت والحديد، مما يخلق سلسلة قيمة صناعية متكاملة ويحفز تطوير صناعات تعتمد على هذا الوقود الصديق للبيئة.

 

التحديات التقنية واللوجستية


رغم الإنجاز يواجه المشروع تحديات تشمل ضمان استمرارية مصادر الطاقة المتجددة لدى تذبذب الرياح والطقس السحابي وضرورة تخزين الهيدروجين في درجات حرارة منخفضة، وتتطلب العمليات بنية تحتية متطورة تتضمن أنابيب خاصة وخزانات محكمة مانعة للتسرب.

 

استراتيجية التوسع والتصدير


أعلنت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة خطة لزيادة عدد المحطات إلى خمس امتداداً على الساحل الشمالي والبحر الأحمر وربطها بشبكة توزيع مشتركة تحفز إنشاء ممرات تجارية للهيدروجين مع الاتحاد الأوروبي وتدعم الشحن البحري بالوقود النظيف.

 

دعم البحث والتطوير


تتعاون مصر مع مراكز بحثية وجامعات محلية وأجنبية لإجراء بحوث تجريبية حول تحسين كفاءة التحليل الكهربائي وتخفيض تكاليف الإنتاج واستخدام مواد جديدة في الخلايا الكهروكيميائية، وذلك لضمان استدامة المشروع وجعله نموذجاً ناجحاً يُحتذى به في المنطقة.