الفنانة التونسية المبدعة سمر عبد العزيز، عن عمر يناهز 52 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، مما شكل صدمة كبيرة لجمهورها ولزملائها في الوسط الفني. إن وفاة سمر عبد العزيز ليست مجرد خسارة لفنانة رائعة، بل هي خسارة لمبدعة أضافت الكثير للموسيقى والغناء والتمثيل في تونس والعالم العربي.

من هي وفاة الفنانة التونسية سمر عبد العزيز؟

سمر عبد العزيز، ابنة الشاعر الغنائي نظمي عبد العزيز، نشأت في بيئة فنية ساعدتها على اكتشاف موهبتها الفنية في سن مبكرة. لقد كانت دائمًا محط أنظار الجمهور بفضل صوتها العذب وأدائها المميز، مما جعلها تبرز في مجالي الغناء والتمثيل. بدأت مسيرتها الفنية في مرحلة مبكرة، حيث تألقت في مهرجان الأغنية السورية وأثبتت جدارتها كفنانة شاملة، تجمع بين الغناء والتمثيل.

إحدى أبرز محطات مسيرتها كانت في عالم الغناء، حيث قدمت العديد من الأغاني التي حازت على إعجاب جمهورها، مثل "يسعد لي هالمسا" و"تعلمنا" و"بحياتنا لا تزعلوا". كما أصدرت ألبومًا غنائيًا بعنوان "أحلامي"، الذي تلقى صدى واسعًا بين عشاق الفن التونسي والعربي.

أما في مجال التمثيل، فقد قدمت سمر عبد العزيز أدوارًا متنوعة في العديد من المسلسلات الشهيرة مثل "سيرة آل الجلالي"، "أنشودة المطر" و"هولاكو"، حيث أظهرت قدرة فنية هائلة على التكيف مع الشخصيات المختلفة.

حقيقة مرض الفنانة التونسية

في يونيو 2021، أعلن عن إصابة سمر عبد العزيز بمرض سرطان الثدي، وهو الأمر الذي شكل ضربة قاسية لها ولعائلتها، ولكنها واجهت المرض بشجاعة كبيرة. خضعت لعملية استئصال أحد ثدييها، تلقت خلالها العديد من الجلسات العلاجية الكيميائية، لكنها قررت أن تستمر في تقديم أعمالها الفنية بالرغم من الظروف الصعبة التي كانت تمر بها.

ومع مرور الوقت، تلقت الأخبار السارة التي أعلنت عن انتصارها على المرض، وكان ذلك مصدر إلهام للكثيرين. لكن في بداية عام 2025، بدأ حالتها الصحية في التدهور بشكل مفاجئ، حيث ظهرت مضاعفات أخرى مرتبطة بالعلاج الذي تلته. ورغم محاولات الأطباء، توفيت سمر عبد العزيز تاركة خلفها إرثًا فنيًا لا يُنسى.

مسيرة الفنانة سمر عبد العزيز

تعد سمر عبد العزيز واحدة من أبرز الشخصيات الفنية في تونس والعالم العربي، وترك رحيلها فراغًا كبيرًا في الوسط الفني. تركت وراءها العديد من الأعمال التي ستظل خالدة في ذاكرة جمهورها، سواء في مجال الغناء أو التمثيل. لقد تميزت سمر بقدرتها على تجسيد شخصيات معقدة وعميقة في أعمالها التمثيلية، بينما أضافت لمسة فنية خاصة في أغانيها، التي اتسمت بالكلمات الجميلة والألحان الرائعة.

إن رحيلها يمثل خسارة غير قابلة للتعويض، ولكن إرثها الفني سيظل حيًا في قلوب محبيها وجمهورها. فقد كانت رمزًا للقوة والصبر، وحلمًا للكثيرين في مجالات الفن والإبداع. إن أعمالها ستبقى حية، تشهد على موهبتها وإبداعها الكبير، وستظل تذكرها الأجيال القادمة كإحدى رموز الفن التونسي والعربي التي لا تُنسى.

في النهاية، يبقى أن نذكر الفنانة سمر عبد العزيز بكل تقدير واعتزاز، داعين لها بالرحمة والمغفرة، وأن يظل فنها مصدر إلهام لكل من يعشق الفن والحياة.