مع تسارع خطوات التحول الرقمي في السعودية ضمن رؤية 2030، أصبح المواطن والمقيم وصاحب العمل بحاجة إلى خدمات أكثر مرونة وسهولة في مجال سوق العمل. ومن هنا جاءت منصة قوى كمنصة رقمية موحدة تقدمها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تهدف إلى توفير جميع الخدمات العمالية في مكان واحد.
لم تعد الإجراءات الورقية التقليدية تمثل عائقًا أمام أصحاب الأعمال أو الموظفين، حيث يمكن الآن إنهاء المعاملات إلكترونيًا وبخطوات بسيطة، بدءًا من إصدار التأشيرات وحتى توثيق عقود العمل وإدارة نطاقات المنشآت. في هذا المقال سنتعرف بالتفصيل على ما تقدمه منصة قوى، وأهم مميزاتها، وكيفية التسجيل فيها لعام 2025.
ما هي منصة قوى؟
منصة قوى (Qiwa) هي نافذة رقمية شاملة أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في 2019، لتكون المرجع الأساسي في جميع شؤون سوق العمل السعودي. وتهدف المنصة إلى:
- تسهيل التواصل بين الوزارة وأصحاب العمل والموظفين.
- ضمان الشفافية في العلاقة التعاقدية.
- تقليل الروتين وتسريع إنجاز المعاملات.
- دعم سياسات التوطين وتمكين الكفاءات الوطنية.
- رفع مستوى التنافسية بين المنشآت.
بعبارة أخرى، أصبحت منصة قوى المحرك الأساسي لسوق العمل السعودي، حيث تجمع بين خدمات الأفراد وخدمات المنشآت في واجهة موحدة.
أهم خدمات منصة قوى 2025
1. خدمات أصحاب الأعمال والمنشآت
تمثل هذه الخدمات العمود الفقري للمنصة، ومن أبرزها:
- إصدار لوائح العمل: يمكن للمنشأة اعتماد لائحة عمل نموذجية أو إعداد لائحة خاصة بها واعتمادها إلكترونيًا دون الحاجة لمراجعة المكاتب.
- التأشيرات الفورية: إصدار تأشيرات مهنية مباشرة دون الحاجة لخطابات أو مراجعات ورقية.
- لوحة المعلومات التفاعلية: تُمكّن صاحب العمل من متابعة مؤشرات الأداء مثل نسبة التوطين وأجور الموظفين والتقارير الشهرية.
- المستشار الإلكتروني: خدمة تحليلية تساعد المنشآت على فهم وضعها في السوق، وكيفية تحسين نسب التوطين والالتزام باللوائح.
- إصدار وتجديد رخص العمل: بشكل رقمي فوري مع ربطها بخدمة سداد.
2. خدمات الأفراد (الموظفون والعاملون)
تسهل منصة قوى على الموظفين الوصول إلى معلوماتهم وحقوقهم، ومن أبرز هذه الخدمات:
- توثيق عقود العمل إلكترونيًا مما يضمن حقوق العامل وصاحب العمل.
- إمكانية الاطلاع على بيانات العقد، والراتب، والمزايا.
- تقديم طلبات الإجازات أو متابعة حالة النقل الوظيفي.
- إنشاء ملف فردي رقمي يحتوي على جميع البيانات المهنية الخاصة بالموظف.
- متابعة الطلبات المقدمة مثل تجديد الرخصة أو تعديل المهنة.
3. خدمات مشتركة
بجانب الخدمات السابقة، تقدم المنصة مجموعة من الخدمات المشتركة مثل:
- حجز مواعيد مكتب العمل إلكترونيًا.
- البحث عن الوظائف والتقديم عليها عبر المنصة.
- خدمة نطاقات لتصنيف المنشآت حسب نسب التوطين.
- متابعة الالتزامات العمالية للمنشأة أو الفرد.
خطوات التسجيل في منصة قوى
للأفراد:
- الدخول إلى منصة قوى.
- اختيار "تسجيل جديد".
- إدخال رقم الهوية أو رقم الإقامة وتاريخ الميلاد.
- إدخال رمز التحقق المرسل على الجوال.
- إنشاء كلمة مرور وتأكيد البريد الإلكتروني.
- ربط الحساب بخدمة "نفاذ" أو "أبشر" لتأكيد الهوية.
للمنشآت:
- التسجيل باستخدام رقم السجل التجاري ورقم الجوال.
- تفعيل الحساب عبر أبشر للأفراد المسؤولين عن المنشأة.
- إضافة الصلاحيات للمستخدمين الآخرين داخل المنشأة.
مميزات منصة قوى
من أبرز المزايا التي جعلت المنصة رائدة في 2025:
- سهولة الاستخدام: تصميم واجهة بسيطة ومترابطة.
- السرعة: إنجاز المعاملات في دقائق بدلًا من أيام.
- الأمان: حماية عالية للبيانات وربطها بخدمات النفاذ الوطني.
- التكامل: ارتباط مباشر مع أنظمة حكومية أخرى مثل سداد وأبشر.
- الشفافية: توفير تقارير ولوحات مؤشرات واضحة للمنشآت والأفراد.
- التحفيز: تمكين المنشآت من تحسين تصنيفها عبر برنامج نطاقات.
منصة قوى ورؤية السعودية 2030
تأتي منصة قوى كخطوة استراتيجية لتحقيق أهداف رؤية 2030 في بناء اقتصاد رقمي متكامل. فهي تعزز:
- التحول الرقمي الحكومي.
- تمكين الشباب السعودي في سوق العمل.
- زيادة كفاءة الأداء الإداري.
- تقليل الفجوة بين القطاعين العام والخاص.
على سبيل المثال، ساهمت خدمة التأشيرات الفورية في تلبية احتياجات السوق بسرعة، بينما ساعدت خدمة المستشار الإلكتروني المنشآت على رفع نسب السعودة بشكل فعّال.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم النجاح الكبير الذي حققته منصة قوى، إلا أن هناك بعض التحديات مثل:
- حاجة بعض الأفراد إلى التوعية بطريقة استخدام المنصة.
- ضرورة التوسع في الخدمات لتشمل قطاعات جديدة.
- العمل على تقديم دعم فني أسرع وأكثر شمولًا.
ومع ذلك، من المتوقع أن تشهد المنصة في السنوات المقبلة:
- إضافة خدمات جديدة مثل إصدار عقود مرنة للعاملين.
- تحسين التكامل مع أنظمة التأمينات الاجتماعية والزكاة.
- دعم أكبر للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
الخاتمة
باختصار، تمثل منصة قوى 2025 نقلة نوعية في إدارة سوق العمل السعودي، حيث جعلت الوصول إلى الخدمات أسهل وأسرع وأكثر شفافية. إنها ليست مجرد منصة إلكترونية، بل هي ركيزة أساسية في بناء سوق عمل مستدام ومتطور يواكب متطلبات المستقبل. ومع التوسع المستمر في خدماتها، ستظل منصة قوى محورًا رئيسيًا في رحلة التحول الرقمي للمملكة.