أعلنت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزيرة البيئة، عن نجاح فرق وزارة البيئة في إزالة كميات كبيرة من شباك صيد الطيور المهاجرة داخل محمية البرلس شمال مصر. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الدولة المصرية الحثيثة والمتواصلة لحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الثروات الطبيعية التي تزخر بها البلاد، وخاصةً في المناطق ذات الأهمية البيئية الخاصة كمحمية البرلس. وتعتبر إزالة شباك الصيد غير القانونية خطوة حاسمة لضمان سلامة الطيور المهاجرة التي تعبر مصر سنوياً، وحمايتها من خطر الاصطياد الجائر الذي يهدد أعدادها ويؤثر سلباً على التوازن البيئي. وتعكس هذه الجهود التزام مصر بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتؤكد على دورها المحوري في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن حماية الطيور المهاجرة لا تقتصر فقط على الحفاظ على التنوع البيولوجي، بل تمتد لتشمل دعم السياحة البيئية وتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث تجذب هذه الطيور أعداداً كبيرة من السياح والباحثين المهتمين بالحياة البرية، مما يساهم في توفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المحلية.

تكثيف الدوريات البيئية داخل المحميات الشمالية

أكدت الوزيرة على أن الوزارة كثّفت من الدوريات البيئية داخل المحميات الشمالية بالتعاون الوثيق مع قطاع حماية الطبيعة وفريق العمل المتخصص في محمية البرلس. يهدف هذا التكثيف إلى مواجهة أي ممارسات غير قانونية قد تهدد الطيور المقيمة والمهاجرة على حد سواء، خاصةً مع بداية موسم الهجرة الخريفي الذي يشهد عبور ملايين الطيور عبر الأراضي المصرية. وتعتبر الدوريات البيئية عنصراً أساسياً في استراتيجية الوزارة لحماية التنوع البيولوجي، حيث تساهم في رصد المخالفات البيئية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين، بالإضافة إلى توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية. وتستخدم الدوريات البيئية أحدث التقنيات والمعدات لرصد وتتبع الطيور المهاجرة، وتحديد المناطق التي تشهد أنشطة صيد غير قانونية، مما يمكن فرق العمل من التدخل السريع والفعال لحماية الطيور والحفاظ على سلامتها. إن التعاون الوثيق بين الوزارة والجهات المعنية الأخرى، مثل قطاع حماية الطبيعة وفريق العمل بمحمية البرلس، يضمن تحقيق أقصى قدر من الفعالية في جهود حماية التنوع البيولوجي.

دعوة للتعاون المجتمعي لحماية الطيور المهاجرة

أشادت الدكتورة منال عوض بجهود فرق الرصد الميدانية العاملة في المحميات، مثمنةً دورهم الحيوي في حماية الطيور المهاجرة والحفاظ على التوازن البيئي. كما وجهت دعوة إلى جميع المواطنين للتعاون والإبلاغ الفوري عن أي أنشطة صيد أو ممارسات تهدد الموارد الطبيعية، مؤكدةً على أن حماية الطيور المهاجرة هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع. إن مشاركة المجتمع المحلي في جهود حماية التنوع البيولوجي تعتبر أمراً ضرورياً لتحقيق الاستدامة البيئية، حيث يمكن للمواطنين أن يلعبوا دوراً فعالاً في رصد المخالفات البيئية والإبلاغ عنها، والمساهمة في توعية الآخرين بأهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية. وتشجع الوزارة المواطنين على التواصل معها عبر مختلف القنوات المتاحة، مثل الخط الساخن والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، للإبلاغ عن أي أنشطة صيد أو ممارسات تهدد الطيور المهاجرة أو الموارد الطبيعية الأخرى. إن التعاون بين الوزارة والمجتمع المحلي يساهم في تعزيز الوعي البيئي وتحقيق التنمية المستدامة.

استراتيجية وزارة البيئة لتعزيز حماية الطيور المهاجرة

يأتي هذا الجهد في إطار استراتيجية شاملة تتبناها وزارة البيئة لتعزيز حماية الطيور المهاجرة في مصر ودعم السياحة البيئية في مناطق المحميات الطبيعية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ مكانة مصر كأحد أهم الممرات الحيوية للهجرة العالمية للطيور، وجعلها وجهة مفضلة للسياح والباحثين المهتمين بالحياة البرية. وتتضمن الاستراتيجية عدة محاور رئيسية، منها: تطوير البنية التحتية للمحميات الطبيعية، وتوفير الخدمات والتسهيلات اللازمة للسياح والباحثين، وتنظيم الفعاليات والبرامج التوعوية التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية التنوع البيولوجي. كما تتضمن الاستراتيجية تطوير برامج الرصد والمراقبة للطيور المهاجرة، واستخدام أحدث التقنيات لتتبع حركتها وتحديد المناطق التي تحتاج إلى حماية خاصة. وتهدف الوزارة من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحقيق التوازن بين حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وضمان استفادة الأجيال القادمة من الثروات الطبيعية التي تزخر بها مصر.

مصر.. ثاني أهم ممر عالمي لهجرة الطيور

يذكر أن مصر تُعد ثاني أهم ممر عالمي لهجرة الطيور، حيث تمر بها مئات الملايين من الطيور سنويًا بين قارتي أوروبا وأفريقيا. يتم رصد أكثر من 500 نوع من الطيور خلال موسمي الخريف والربيع، مما يجعلها نقطة ارتكاز رئيسية لرحلات الطيور المهاجرة عالميًا. هذه المكانة المتميزة لمصر تجعلها مسؤولة بشكل خاص عن حماية هذه الطيور والحفاظ على سلامتها، وضمان استمراريتها للأجيال القادمة. وتعمل الوزارة جاهدة على تحقيق هذا الهدف من خلال تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى حماية الطيور المهاجرة والحفاظ على بيئتها الطبيعية. وتشمل هذه البرامج والمشاريع تطوير المحميات الطبيعية، وتنظيم حملات التوعية، وتطبيق القوانين واللوائح التي تحمي الطيور من الصيد الجائر والتلوث. وتؤكد الوزارة على التزامها بمواصلة هذه الجهود وتعزيزها، من أجل الحفاظ على مكانة مصر كأحد أهم الممرات الحيوية للهجرة العالمية للطيور.