فيومية عمرها 80 عاما تقهر المثل الشعبي وتحصل على شهادة محو الأمية

الحاجة مبروكة: حققت حلمي حياتي إني اتعلم لأقرأ القرآن

في قصة ملهمة تكسر الحواجز العمرية وتجسد الإصرار والعزيمة، تمكنت الحاجة مبروكة، سيدة فيومية تبلغ من العمر 80 عامًا، من الحصول على شهادة محو الأمية، محققة بذلك حلمًا راودها طوال حياتها. قصة الحاجة مبروكة ليست مجرد خبر عابر، بل هي رسالة أمل وتفاؤل لكل من يعتقد أن العمر قد يكون عائقًا أمام تحقيق الطموحات. الحاجة مبروكة أثبتت أن التعلم لا يعرف سنًا، وأن الإرادة القوية قادرة على تذليل الصعاب وتحدي المستحيل. لم تستسلم الحاجة مبروكة للمثل الشعبي "بعد ما شاب ودوه الكتاب"، بل قررت أن تتعلم وتقرأ القرآن الكريم بنفسها، لتنير حياتها بنور العلم والإيمان. هذا الإصرار النادر جعل منها نموذجًا يحتذى به في المجتمع، ومصدر إلهام للأجيال الشابة.

لم تكن رحلة الحاجة مبروكة سهلة، فقد واجهت العديد من التحديات والصعوبات، خاصة مع تقدمها في العمر. إلا أن شغفها بالتعلم ورغبتها في قراءة القرآن الكريم كانا الدافع الأكبر لها لتجاوز كل هذه العقبات. بدأت الحاجة مبروكة رحلتها في فصول محو الأمية، حيث تلقت الدروس على يد معلمين متخصصين، بذلوا قصارى جهدهم لمساعدتها على تعلم القراءة والكتابة. ورغم صعوبة الأمر في البداية، إلا أن الحاجة مبروكة لم تفقد الأمل، واستمرت في المثابرة والاجتهاد، حتى تمكنت في النهاية من تحقيق حلمها. اليوم، تفخر الحاجة مبروكة بحصولها على شهادة محو الأمية، وتستطيع الآن قراءة القرآن الكريم بنفسها، وهو الأمر الذي لطالما تمنته. تقول الحاجة مبروكة: "حققت حلمي حياتي إني اتعلم لأقرأ القرآن، الحمد لله ربنا وفقني".

لم يقتصر تأثير قصة الحاجة مبروكة على محيطها الضيق، بل انتشرت قصتها في جميع أنحاء محافظة الفيوم، وأصبحت حديث الساعة. الجميع يتحدث عن هذه السيدة العظيمة التي ضربت مثالًا رائعًا في الإصرار والعزيمة. وقد أثارت قصة الحاجة مبروكة إعجاب وتقدير محافظ الفيوم، الذي قرر تكريمها تقديرًا لجهودها وإصرارها على التعلم. قام المحافظ باستقبال الحاجة مبروكة في مكتبه، وأشاد بها وبقصتها الملهمة، مؤكدًا أنها نموذج مشرف للمرأة الفيومية. كما قرر المحافظ منح الحاجة مبروكة رحلة عمرة إلى الأراضي المقدسة، تقديرًا لتدينها وحرصها على قراءة القرآن الكريم. بالإضافة إلى ذلك، قرر المحافظ توفير فرصة عمل لحفيدها، لمساعدته على توفير حياة كريمة لأسرته.

تعتبر قصة الحاجة مبروكة بمثابة تذكير بأهمية التعليم في حياة الإنسان، وأنه لا يوجد عمر محدد للتعلم. التعليم هو حق للجميع، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الظروف الاجتماعية. وقصة الحاجة مبروكة تشجع الجميع على عدم الاستسلام لأي صعوبات أو تحديات، والسعي لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. يجب أن نتذكر دائمًا أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة هما مفتاح النجاح، وأن الإنسان قادر على تحقيق أي شيء يريده، إذا كان لديه الإصرار الكافي. الحاجة مبروكة هي مثال حي على ذلك، فقد استطاعت أن تقهر المثل الشعبي "بعد ما شاب ودوه الكتاب"، وأن تحقق حلمها في محو الأمية، لتصبح قصة ملهمة للأجيال القادمة.

إن قصة الحاجة مبروكة هي قصة نجاح تستحق أن تروى وتخلد، فهي تجسد قيم الإصرار والعزيمة والتحدي، وتؤكد أن الإنسان قادر على تحقيق المستحيل إذا كان لديه الإيمان بنفسه وقدراته. يجب أن نتعلم من الحاجة مبروكة كيف نتحلى بالإصرار والعزيمة في مواجهة الصعاب، وكيف نسعى لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا مهما كانت التحديات. الحاجة مبروكة هي فخر لمحافظة الفيوم، وفخر لمصر كلها، فهي نموذج مشرف للمرأة المصرية التي تسعى دائمًا إلى التطور والتقدم، وتساهم في بناء مجتمع أفضل. قصة الحاجة مبروكة هي رسالة أمل وتفاؤل لكل من يعتقد أن العمر قد يكون عائقًا أمام تحقيق الطموحات، فهي تثبت أن التعلم لا يعرف سنًا، وأن الإرادة القوية قادرة على تذليل الصعاب وتحدي المستحيل.