تعتبر الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وقد حث الإسلام على أدائها في وقتها المحدد، وجعل لها فضائل عظيمة، خصوصًا إذا أُدِّيَت في جماعة. جاءت أحاديثُ نبوية شريفة تؤكد على فضل صلاة الجماعة، وخاصة صلاة الصبح والعشاء، حيث قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن صلَّى العشاء في جماعةٍ، فكأنَّما قام نصف الليل، ومن صلَّى الصُّبح في جماعةٍ، فكأنَّما صلَّى الليل كلَّه»، وفي رواية أخرى: «ومن صلَّى العشاء والفجر في جماعةٍ كان كقيام الليل». هذا يدل على عظيم الأجر والثواب الذي يحصل عليه المسلم عند أدائه هاتين الصلاتين في جماعة، لما فيهما من مشقة على النفس، حيث تتطلبان الاستيقاظ في وقت مبكر أو السهر إلى وقت متأخر.
إن أداء المسلم للصلوات في جماعة في المسجد له ثواب عظيم، ويجتمع لمن حضر الجماعة عدَّةُ فضائل وعبادات تبلغ نحو 27 درجة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف. وأيضًا يحصل المسلم على ثواب التَّبْكير إليها في أوَّل وقْتِها، والمشي إلى المسجد بالسَّكينة، فيُرْفَع له درجة، ودخول المسجد داعيًا. فالجماعة ليست مجرد أداء للفرض، بل هي اجتماع للمسلمين على الخير، وتذكير بعضهم بعضًا، وتوحيد للصفوف، وإظهار للشعائر الإسلامية. كما أن الأذان، وهو إعلام بدخول وقت الصلاة، فرض كفاية على الرجال، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وله أهمية عظيمة في إظهار الشعائر الإسلامية وحث المصلين على عمارة المساجد في الأوقات الخمسة. فالمساجد هي بيوت الله، وهي أماكن للعبادة والذكر والدعاء، وهي مراكز لنشر الخير والهداية.
مواقيت الصلاة اليوم في بعض المدن والمحافظات
فيما يلي مواقيت الصلاة اليوم في بعض المدن والمحافظات المصرية، وفقًا للبيانات المتاحة: في القاهرة، يكون موعد أذان الفجر في تمام الساعة 4:28 صباحًا، والظهر في تمام الساعة 1:01 ظهرًا، والعصر في تمام الساعة 4:38 مساءً، والمغرب في تمام الساعة 7:54 مساءً، والعشاء في تمام الساعة 9:23 مساءً. أما في الإسكندرية، فيكون موعد أذان الفجر في تمام الساعة 4:28 صباحًا، والظهر في تمام الساعة 1:07 ظهرًا، والعصر في تمام الساعة 4:46 مساءً، والمغرب في تمام الساعة 8:02 مساءً، والعشاء في تمام الساعة 9:32 مساءً. وفي أسوان، يكون موعد أذان الفجر في تمام الساعة 4:41 صباحًا، والظهر في تمام الساعة 12:55 ظهرًا، والعصر في تمام الساعة 4:17 مساءً، والمغرب في تمام الساعة 7:36 مساءً، والعشاء في تمام الساعة 8:58 مساءً. وفي الإسماعيلية، يكون موعد أذان الفجر في تمام الساعة 4:22 صباحًا، والظهر في تمام الساعة 12:58 ظهرًا، والعصر في تمام الساعة 4:35 مساءً، والمغرب في تمام الساعة 7:51 مساءً، والعشاء في تمام الساعة 9:21 مساءً. هذه المواقيت تساعد المسلمين في تنظيم أوقاتهم وأداء الصلوات في وقتها المحدد، امتثالًا لأمر الله تعالى.
فضل الصلاة في وقتها
إن للصلاة في وقتها فضلًا عظيمًا، فهي نورٌ للمسلم يوم القيامة، وإضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا، ومحو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله – تعالى- ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب. والصلاة هي أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله. يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده، وتُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول - صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى، والصلاة سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه – تعالى-: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ». وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، ويُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها، ويُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه. فالمحافظة على الصلاة في وقتها، مع الجماعة، هي من أعظم القربات إلى الله تعالى.
ختامًا، نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لأداء الصلوات في أوقاتها، وأن يعيننا على إقامتها على الوجه الذي يرضيه، وأن يجعلنا من المحافظين عليها، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من أهل الجنة. فضلًا عن ذلك، يجب علينا أن نحرص على تعليم أبنائنا وبناتنا أهمية الصلاة وفضلها، وأن نربيهم على المحافظة عليها، وأن نكون لهم قدوة حسنة في ذلك. فالمجتمع الذي يحافظ على الصلاة هو مجتمع قوي ومتماسك، يسوده الخير والبركة، وينعم بالأمن والاستقرار. فلنجعل الصلاة نورًا يضيء لنا دروبنا، وهاديًا يرشدنا إلى الحق، ووسيلة تقربنا إلى الله تعالى.