أعلنت منطقة سوهاج الأزهرية، تحت قيادة الدكتور محمد حسني رئيس الإدارة المركزية، عن فتح باب الالتحاق بمعاهد القراءات للعام الدراسي 2025/2026. تأتي هذه الخطوة في إطار حرص الأزهر الشريف على نشر علوم القرآن الكريم وتجويده، وتخريج جيل من الحافظين والمتقنين لكتاب الله، القادرين على تدريسه ونشره في المجتمع. ودعت المنطقة الأزهرية الراغبين في الالتحاق إلى التقدم بأوراقهم إلى أقرب معهد قراءات، تمهيدًا لعقد مسابقة القبول التي ستحدد الطلاب المؤهلين للانضمام إلى هذه المعاهد المرموقة. هذه المعاهد تمثل صرحًا تعليميًا عظيمًا داخل الأزهر، وتلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التراث الإسلامي ونقله إلى الأجيال القادمة. كما تعتبر معاهد القراءات منارة للعلم والتقوى، حيث يتلقى الطلاب تعليمًا شاملًا في علوم القرآن الكريم، بالإضافة إلى العلوم الشرعية الأخرى، مما يؤهلهم ليكونوا قادة وموجهين في مجتمعاتهم.

 

الشروط العامة للقبول في معاهد القراءات

حددت منطقة سوهاج الأزهرية مجموعة من الشروط العامة التي يجب توافرها في المتقدمين للالتحاق بمعاهد القراءات. من أهم هذه الشروط أن يكون المتقدم من المجيدين لحفظ القرآن الكريم بنسبة استظهار لا تقل عن 70%، سواء في الاختبار التحريري أو الشفوي. هذا الشرط يعكس أهمية حفظ القرآن الكريم في دراسة علوم القراءات، حيث يعتبر الحفظ أساسًا متينًا لفهم وتدبر كتاب الله. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المتقدم اجتياز اختبارات القبول الأخرى المقررة لمرحلتي التجويد والعالية، والتي تهدف إلى قياس مستوى المتقدم في أحكام التجويد والقراءات المختلفة. كما يشترط استيفاء شرط السن المحدد، حيث يجب أن يكون عمر المتقدم لمرحلة التجويد بين تسع سنوات واثنين وعشرين عامًا، بينما يجب أن يكون عمر المتقدم لمرحلة العالية بين أربعة عشر عامًا وسبع وعشرين عامًا، وذلك بالنسبة للطلاب المصريين. هذه الشروط تضمن قبول الطلاب الذين يتمتعون بالقدرات والمؤهلات اللازمة للدراسة في معاهد القراءات، وتحقيق أقصى استفادة من البرامج التعليمية التي تقدمها هذه المعاهد.

 

نظام الالتحاق ومميزات الدراسة في معاهد القراءات

تتميز معاهد القراءات بنظام تعليمي فريد يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويهدف إلى تخريج علماء متخصصين في علوم القرآن الكريم. يعتبر المعهد أكبر صرح تعليمي متخصص في الأزهر الشريف لدراسة أحكام القرآن الكريم والتلاوة، ويمنح إجازات وأسانيد في القراءات بشهادات رسمية معتمدة من الأزهر الشريف. يحصل الطالب في نهاية الدراسة على شهادة التخصص في علوم القراءات، وهي شهادة فنية فوق متوسطة تعادل شهادة المعهد العالي التي تمنحها المعاهد العليا الخاضعة لوزارة التعليم العالي والجامعات المصرية. هذا يعني أن الخريج يحصل على مؤهل معترف به يمكنه من مواصلة تعليمه العالي أو الالتحاق بسوق العمل. تقبل مرحلة التجويد الطلاب بدون مؤهل، وتقبل الحاصلين على الشهادة الابتدائية الأزهرية، بالإضافة إلى الحاصلين على مؤهلات من التربية والتعليم وجميع خريجي الجامعات المصرية والمعاهد العليا، وذلك بعد استيفاء شرط السن واجتياز كافة الاختبارات المقررة. أما مرحلة العالية فتقبل الحاصلين على الشهادة الإعدادية الأزهرية فما فوقها من الشهادات الأزهرية، بعد استيفاء شرط السن والاختبارات.

 

فرص العمل ومستقبل خريجي معاهد القراءات

يعد المعهد الخريجين للعمل كمحفظين للقرآن الكريم، وتدريس علوم القرآن في المعاهد الأزهرية والوظائف ذات الصلة بهذا التخصص في وزارة الأوقاف، وذلك طبقا لنص المادة الأولى من لائحة معاهد القراءات. هذا يفتح للخريجين آفاقًا واسعة للعمل في مجال خدمة القرآن الكريم ونشره. كما يؤهل المعهد الخريجين للالتحاق بكلية القرآن الكريم للبنين وشعبة القراءات بكلية الدراسات الإسلامية للفتيات في جامعة الأزهر الشريف، مما يتيح لهم مواصلة تعليمهم العالي والتخصص في علوم القرآن والقراءات. إن خريجي معاهد القراءات يحظون بتقدير كبير في المجتمع، نظرًا لما يتمتعون به من علم وتقوى وإتقان لكتاب الله. كما أنهم يلعبون دورًا هامًا في نشر الوعي الديني والثقافة الإسلامية، والمساهمة في بناء مجتمع صالح ومترابط.

 

كيفية التقديم والاستفسار

للحصول على مزيد من المعلومات حول الأوراق المطلوبة وإجراءات التقديم، دعت منطقة سوهاج الأزهرية الراغبين في الالتحاق بمعاهد القراءات إلى مراجعة أقرب معهد قراءات لديهم. كما يمكن الاستفسار عن أي معلومات إضافية من خلال التواصل مع المنطقة الأزهرية أو المعاهد مباشرة. إن هذه الفرصة تمثل إضافة كبيرة للشباب الراغب في تعلم القرآن وعلومه، وتمكنهم من خدمة الدين والمجتمع. منطقة سوهاج الأزهرية تولي اهتمامًا كبيرًا بمعاهد القراءات، وتسعى دائمًا إلى تطويرها وتحديثها، لتواكب أحدث التطورات في مجال التعليم القرآني. وتأمل المنطقة في أن تشهد هذه المعاهد إقبالًا كبيرًا من الطلاب، وأن تساهم في تخريج جيل من العلماء والمحفظين الذين يحملون رسالة الإسلام السمحة إلى العالم أجمع.