تنطلق فعاليات مهرجان "ألوان القدرات لذوي الهمم" يوم الأحد الموافق 20 يوليو 2025، في رحاب أكاديمية الفنون. هذا الحدث الفني والثقافي الهام، الذي يحمل اسم الموسيقار الكبير سيد مكاوي، يؤكد على القيمة الجوهرية للفن كأداة للإدماج الاجتماعي والتمكين الثقافي. المهرجان، الذي ترأسه الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، يهدف إلى تسليط الضوء على إبداعات وقدرات ذوي الهمم، ودمجهم في المشهد الفني العام. يعكس هذا المهرجان رؤية أكاديمية الفنون في اعتبار الفن ليس مجرد رفاهية، بل هو رسالة حياة وجسر عبور نحو مجتمع أكثر شمولية.
لجنة المهرجان وخطط الفعاليات
اجتمعت لجنة المهرجان، بحضور نخبة من القيادات والخبراء في المجالات الأكاديمية والفنية والمجتمعية، لوضع اللمسات الأخيرة على الدورة الأولى. تترأس المهرجان سمر سعيد، عميدة المعهد العالي للفنون الشعبية، بينما تتولى ولاء محمد، وكيلة المعهد، قيادة اللجنة الفنية. تهدف اللجنة إلى دمج أصحاب القدرات الخاصة في مشهد فني متكامل يعبر عنهم ويمثلهم. وناقشت اللجنة جدول الفعاليات والورش الفنية المتنوعة التي سيتضمنها المهرجان. وتشمل هذه الفعاليات: الفنون التشكيلية (الرسم، المشغولات اليدوية، الحرف البيئية)، التعبير الحركي، الأداء الصوتي، التمثيل، التصوير الفوتوغرافي، لغة الإشارة. بالإضافة إلى ورش عمل متخصصة تركز على علاقة الفن بتعديل السلوك لذوي القدرات، وأهمية إعادة التدوير في تعزيز الإبداع والاستدامة. كل هذه الفعاليات مصممة بعناية لضمان مشاركة فعالة لذوي الهمم، وتوفير بيئة داعمة ومشجعة للإبداع.
الفن كمشروع حضاري وإنساني
أكدت الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، أن المهرجان يمثل مشروعًا حضاريًا وإنسانيًا متكاملًا، يتجاوز حدود الفن ليخاطب ضمير المجتمع بأكمله. وأضافت أن الفن ليس حكرًا على فئة معينة، بل هو حق إنساني أساسي، وطاقة للشفاء، ورسالة أمل، ومنبر لإسماع صوت طال انتظاره. ويهدف المهرجان إلى تغيير الصورة النمطية السائدة عن ذوي الهمم، وإبراز قدراتهم وإمكانياتهم الكامنة. من خلال توفير منصة لعرض أعمالهم الفنية، يسعى المهرجان إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في الحياة الثقافية والاجتماعية. كما يهدف إلى توعية المجتمع بأهمية دمج ذوي الهمم، وتوفير الدعم اللازم لهم لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم.
أهمية الشراكات والتوثيق الإعلامي
أوصى الحاضرون في الاجتماع بضرورة تفعيل الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الداعمة لذوي الهمم، لضمان استدامة المهرجان وتوسيع نطاقه. كما شددوا على أهمية التوثيق الإعلامي الدقيق لفعاليات المهرجان، لتسجيل هذه اللحظة النادرة التي يتحول فيها التحدي إلى طاقة، والاختلاف إلى جمال، والإبداع إلى مساحة جامعة لا تُقصي أحدًا. يساهم التوثيق الإعلامي في نشر الوعي بأهداف المهرجان، وتشجيع الآخرين على المشاركة ودعم ذوي الهمم. كما يوثق قصص النجاح والإلهام التي تنبثق من المهرجان، والتي يمكن أن تكون مصدر إلهام للآخرين، وتعزيز ثقافة الإيجابية والتفاؤل في المجتمع.
ميلاد جديد لفن لا يعرف حدودًا
لا يمثل "ألوان القدرات" مجرد حدث فني عابر، بل هو بداية لتقليد سنوي يضيء الطريق أمام مواهب صادقة، ويمنحها المنصة التي تستحق. برعاية أكاديمية الفنون، وقيادة هذه اللجنة العليا الواعية، تُعلن هذه الدورة ميلادًا جديدًا لفن لا يعرف حدودًا... فن يُعيد اختراع الضوء. هذا الفن يتجاوز الحواجز الجسدية والعقلية، ليخلق لغة عالمية يفهمها الجميع، لغة تعبر عن المشاعر والأحلام والتطلعات. إنه فن يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين التراث والتجديد، بين الشرق والغرب. إنه فن يعكس التنوع الثقافي والاجتماعي، ويحتفي بالاختلاف، ويؤكد على الوحدة الإنسانية.