فضل الصلاة في المسجد وأهمية المحافظة عليها
الصلاة في المسجد من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهي عبادة ذات فضل عظيم وثواب جزيل. فالمسجد هو بيت الله، ومأوى المؤمنين، ومكان اجتماعهم على الخير والهدى. والصلاة فيه مضاعفة الأجر، لما رواه النبي صلى الله عليه وسلم من فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة. فالمصلي في المسجد يحظى ببركة المكان، ونور الإيمان، ورحمة الرحمن. كما أن المسجد يشهد له يوم القيامة، ويدعو له بالخير والبركة. فما أعظمها من نعمة، وما أجزلها من عطية، أن يوفق العبد للصلاة في المسجد، وأن يحرص عليها، ويحافظ عليها.
والصلاة في المسجد ليست مجرد أداء للفرض، بل هي فرصة للتزود بالخيرات، واكتساب الحسنات، والتطهر من السيئات. فالمصلي في المسجد يستغفر له الملائكة، ويدعون له بالرحمة والمغفرة. كما أن خطواته إلى المسجد وإياباً منه تكتب له حسنات، وتمحو عنه سيئات. ويعظم ثواب صلاته بكثرة الجماعة، وتقوى الإيمان، وخشوع القلب. وقد شهد الله لعمار المساجد بالإيمان، وجعلهم من المفلحين. فما أسعدهم من قوم، وما أهنأهم من حال، أولئك الذين يعمرون بيوت الله بالصلاة والذكر، والتسبيح والتهليل.
أهمية إدراك تكبيرة الإحرام
إن التأخر عن الالتحاق بالجماعة حتى تفوت ركعة كاملة، يُفَوِّت على الإنسان فضائل كثيرة، منها: إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام. ومن حافظ عليها فأجره كبير، وذلك لما رواه الترمذي وغيره، وحسنه الألباني أن رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ صَلَّى لِلهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ، يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى؛ كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ. وهذا يدل على عظم فضل إدراك تكبيرة الإحرام، وأثرها في حياة المسلم، ونجاته في الآخرة. فما أحوجنا إلى الحرص على هذه الفضيلة، والسعي إلى تحقيقها، والمسارعة إلى المسجد قبل الإقامة، لكي ندرك التكبيرة الأولى مع الإمام، وننال هذا الأجر العظيم، وهذا الفضل الكريم.
الأذان وأهميته في الإسلام
والأذان فرض كفاية على الرجال إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وللأذان أهمية عظيمة فى إظهار الشعائر الإسلامية وحث المصلين على عمارة المساجد فى الأوقات الخمسة. فهو نداء الحق، ودعوة إلى الفلاح، وإعلام بدخول وقت الصلاة. فالأذان يذكر الغافل، وينبه النائم، ويدعو إلى الخير. وهو شعار الإسلام، وعلامة التوحيد، ورمز العزة. فما أجمله من صوت، وما أروعه من نداء، ذلك الذي يصدح به المؤذن من فوق المآذن، ويدعو الناس إلى الصلاة، وإلى الفوز برضا الله تعالى.
وفيما يلي مواقيت الصلاة لبعض المدن والمحافظات، لكي يتمكن المسلمون من أداء الصلاة في وقتها، والاغتنام لفضلها، والفوز بثوابها. فالصلاة في وقتها سبب من أسباب الرزق والذرية، ومكفرة للذنوب، ومفرجة للكرب والمحن. فلنحافظ على الصلاة، ولنحرص عليها، ولنجعلها أول اهتماماتنا، وأسمى أهدافنا، لكي ننال رضا الله، ونفوز بجنته، ونسعد في الدنيا والآخرة. فما أعظمها من نعمة، وما أجلها من منحة، أن يوفقنا الله للصلاة، وأن يعيننا عليها، وأن يتقبلها منا، وأن يثيبنا عليها.