قال نعمان توفيق العابد، الباحث في العلاقات الدولية والقانونية، في تصريحات لبرنامج "منتصف النهار" على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وحكومته المتطرفة يمارسون سلسلة من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني منذ بداية المفاوضات وحتى اليوم. وأوضح العابد أن هذه الجرائم تشمل الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والاعتداءات المتكررة والاغتيالات في الضفة الغربية، فضلًا عن تهويد المسجد الأقصى. وأكد الباحث أن الحكومة الإسرائيلية استغلت المفاوضات لتمرير مخططاتها التي كانت تُعد مسبقًا وتنفذ حاليًا على أرض الواقع. هذه التصريحات تلقي بظلال ثقيلة على مسار المفاوضات الجارية، وتثير تساؤلات حول جدوى استمرارها في ظل هذه الاتهامات الخطيرة. يرى مراقبون أن تصريحات العابد تعكس قلقًا متزايدًا في الأوساط السياسية والقانونية بشأن ممارسات الحكومة الإسرائيلية، وتأثيرها على مستقبل القضية الفلسطينية. وتأتي هذه الاتهامات في وقت يشهد فيه قطاع غزة وضعًا إنسانيًا كارثيًا، نتيجة للحصار والقصف المستمر، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
استهداف غزة: خطة لتهجير السكان وتحويل المنطقة إلى مكان غير قابل للسكن
أشار العابد إلى أن السياسات الإسرائيلية تستهدف قطاع غزة بشكل خاص، حيث يتم تطبيق خطة لتهجير السكان من شمال القطاع عبر وسائل متعددة، منها: القتل باستخدام الآلة العسكرية الإسرائيلية، الحصار الخانق، والتجويع، إضافة إلى منع دخول الاحتياجات الإنسانية الأساسية واستهداف المستشفيات. وشدد على أن هذه الإجراءات تهدف إلى جعل شمال غزة منطقة غير قابلة للسكن البشري. هذه التصريحات تثير مخاوف جدية بشأن مستقبل القطاع، وتدعو إلى تدخل دولي عاجل لوقف هذه الممارسات. إن استهداف المستشفيات ومنع دخول المساعدات الإنسانية يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويتطلب محاسبة المسؤولين عنه. كما أن تهجير السكان بالقوة يعتبر جريمة حرب، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين. إن الوضع في غزة يتطلب تحركًا فوريًا لوقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
استغلال أحداث 7 أكتوبر كذريعة لتنفيذ المخططات الإسرائيلية
بيّن العابد أن الحكومة الإسرائيلية استغلت أحداث 7 أكتوبر كذريعة لتنفيذ هذه المخططات، مشيرًا إلى أن التغيرات الإقليمية، سواء في لبنان أو سوريا، ودعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للكيان الإسرائيلي، أسهمت في تعزيز هذه السياسات. هذا التحليل يشير إلى أن هناك عوامل متعددة ساهمت في تفاقم الوضع في غزة، وأن الحكومة الإسرائيلية استغلت هذه العوامل لتنفيذ مخططاتها. إن أحداث 7 أكتوبر لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، أو استهداف المدنيين والبنية التحتية. يجب على المجتمع الدولي أن يرفض هذه الذرائع، وأن يطالب بوقف فوري للعنف، والبدء في مفاوضات جادة لتحقيق السلام العادل والشامل. كما يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على الحكومة الإسرائيلية لرفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
تأثير الدعم الأمريكي السابق على السياسات الإسرائيلية
إن دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للكيان الإسرائيلي، كان له تأثير كبير على السياسات الإسرائيلية، حيث شجعها على المضي قدمًا في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتوسعية. إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كان لهما تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية، وقوضا فرص السلام. كما أن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل في المحافل الدولية، شجعها على تجاهل قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. يجب على الإدارة الأمريكية الحالية أن تعيد النظر في هذه السياسات، وأن تتبنى موقفًا أكثر توازنًا وإنصافًا تجاه القضية الفلسطينية. إن تحقيق السلام العادل والشامل يتطلب من الولايات المتحدة أن تلعب دورًا إيجابيًا وبناءً، وأن تمارس ضغوطًا على إسرائيل لإنهاء الاحتلال، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني..
المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لوقف الإبادة الجماعية وحماية الشعب الفلسطيني
إن تصريحات نعمان العابد تدق ناقوس الخطر، وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية في غزة، وحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات الإسرائيلية. يجب على المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات على إسرائيل، وأن يحاسب المسؤولين عن هذه الجرائم. كما يجب على المجتمع الدولي أن يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، وأن يساعده في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. إن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، ويجب على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب الحق والعدل، وأن يرفض الظلم والاحتلال. إن تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط يتطلب من الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يعملوا معًا من أجل تحقيق هذا الهدف.