أفادت مصادر إخبارية، الإثنين الموافق 14 يوليو 2025، بقيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف عدة دبابات تابعة للجيش السوري بالقرب من منطقة السويداء في جنوب الأراضي السورية. وقد نشرت وكالة اليوم السابع الخبر نقلاً عن بيان صادر عن جيش الاحتلال. يأتي هذا التصعيد في ظل اشتباكات مستمرة تشهدها محافظة السويداء بين مجموعات مختلفة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.

 

تفاصيل القصف وأسبابه

أوضح متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم على الدبابات السورية جاء بهدف "إعاقة وصولهم إلى المنطقة، حيث قد يشكلون تهديداً لإسرائيل". وقد نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو يوثق لحظة الهجوم على إحدى الدبابات، مؤكداً أن "وجود هذه الوسائل في جنوب سوريا قد يشكل تهديداً لدولة إسرائيل، ولن يسمح جيش الدفاع الإسرائيلي بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا، وسيعمل ضده". يثير هذا الإعلان تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بالقوانين الدولية وسيادة الدول المجاورة، خاصة في ظل غياب تنسيق مسبق مع الحكومة السورية أو أي جهات دولية معنية.

 

اشتباكات السويداء وتداعياتها

تتواصل الاشتباكات في محافظة السويداء بين مجموعات عشائر البدو وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من جهة أخرى، في الجهة الغربية من المحافظة، منذ الأحد. وقد ارتفع عدد الضحايا من جراء الاشتباكات والقصف المتبادل في السويداء جنوبي سوريا منذ صباح الأحد، إلى 89 قتيلا وعشرات المصابين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. اندلعت الاشتباكات الأعنف صباح الإثنين، بعد هجوم مسلح نفذته مجموعات من أبناء عشائر البدو بمشاركة عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، انطلاقا من ريف درعا الشرقي، مستهدفة عددا من قرى ريف السويداء الغربي. تعكس هذه الأحداث حالة الفوضى والانفلات الأمني التي تعاني منها سوريا منذ سنوات، وتزيد من معاناة المدنيين الذين يجدون أنفسهم عالقين بين أطراف الصراع المختلفة.

 

موقف الحكومة السورية

أكدت وزارة الداخلية السورية، أن دخول قوى الأمن الداخلي ووحدات من وزارة الدفاع إلى محافظة السويداء جاء في إطار مهمتها الوطنية لوقف اراقة الدماء، وضبط الأمن وفرض الاستقرار وذلك عقب التطورات المتسارعة التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الماضيين. وتقدمت وزارة الداخلية بأحر التعازي لأهالي الضحايا، وتتمنى الشفاء العاجل المصابين وتؤكد أن ما حدث بعد تهديدا خطيرا للسلم الأهلي والأمن العام ويتعارض مع القانون وقيم التعايش والوحدة الوطنية التي تشكل أساس الدولة السورية. شددت الداخلية السورية على أن دورها يقتصر على حفظ الأمن وحماية المدنيين دون الانحياز لأي طرف مع العمل على إعادة الاستقرار بشكل كامل، بما يضمن حماية أرواح المواطنين. كما أعربت وزارة الداخلية عن احترامها الكامل لحقوق جميع أبناء الشعب السوري على اختلاف أطباقهم ومكوناتهم، وتجدد التزامها بحمايتهم وضمان أمنهم وسلامتهم. وأهابت الوزارة بجميع الأطراف التحلي بالمسؤولية الوطنية مؤكدة أن أي خلاف يجب أن يحل عبر مؤسسات الدولة والقضاء، وتدعو المواطنين إلى التعاون مع القوى الأمنية لضمان عودة الهدوء التدريجي وصون السلم الأهلي، والحفاظ على الأرواح والممتلكات.

 

ردود الأفعال الدولية وتوقعات المستقبل

لم يصدر حتى الآن ردود فعل دولية واسعة النطاق على حادثة قصف الدبابات السورية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك، من المتوقع أن تثير هذه الحادثة المزيد من التوتر في المنطقة، خاصة في ظل العلاقات المتوترة أصلاً بين سوريا وإسرائيل. يرى مراقبون أن استمرار التدخلات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، بحجة حماية أمنها القومي، قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع وتوسيع دائرة الصراع، مما يزيد من صعوبة تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. يبقى السؤال المطروح هو: هل ستتمكن الأطراف المعنية من إيجاد حلول سلمية للأزمة السورية، أم أن المنطقة ستشهد المزيد من العنف والدمار؟ إن مستقبل سوريا والمنطقة بأكملها يعتمد على قدرة الأطراف الفاعلة على تغليب لغة الحوار والتفاهم على لغة السلاح والقوة.