أصدرت وزارة الصحة والسكان بياناً رسمياً، اليوم الأحد الموافق 13 يوليو 2025، حول مرض الالتهاب السحائي، وذلك في إطار حرصها على توفير معلومات دقيقة وموثقة للمواطنين وتجنب انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة. البيان، الذي نشر عبر مختلف المنصات الرسمية للوزارة، بما في ذلك فيسبوك وواتساب وإكس، يهدف إلى توضيح حقيقة الوضع الوبائي للمرض في مصر، ونفي الادعاءات المتعلقة بوفاة أربعة أشقاء بسبب الالتهاب السحائي. أكدت الوزارة في بيانها على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات وتجنب تداول الأخبار الطبية غير الموثقة، مشددة على أن ما يشاع عن وفاة الأشقاء الأربعة هو عارٍ تماماً عن الصحة وغير مدعوم بأي دليل علمي أو طبي.
ما هو الالتهاب السحائي؟
أوضحت وزارة الصحة أن الالتهاب السحائي هو مرض ينتج عن التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي، والتي تعرف باسم السحايا. يمكن أن يكون الالتهاب ناتجًا عن مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات، أو لأسباب غير ميكروبية مثل الأورام والأدوية والعمليات الجراحية والحوادث. وأشارت الوزارة إلى أن النوع البكتيري المعدي من الالتهاب السحائي قد تم السيطرة عليه بشكل كبير في مصر منذ عام 1989، وذلك بفضل جهود الترصد والتطعيمات الوقائية. وقد انخفض معدل الإصابة بالمرض إلى 0.02 حالة لكل 100,000 نسمة. وأكدت الوزارة عدم رصد أي حالات وبائية من النمطين البكتيريين (A&C) بين طلاب المدارس منذ عام 2016، وذلك نتيجة لاستراتيجية التطعيمات الفعالة التي تتبعها الدولة.
جهود وزارة الصحة في مكافحة الالتهاب السحائي
أشارت وزارة الصحة إلى أن نظام الترصد الصحي المتكامل يعتمد على شقين رئيسيين: الترصد الروتيني والترصد في المواقع المختارة. الترصد الروتيني يتم من خلال متابعة البلاغات اليومية من جميع المنشآت الصحية، وتقديم الرعاية الفورية (تشخيص وعلاج) للمرضى، وتسجيل النتائج إلكترونيًا، وتقديم الوقاية الكيميائية (مثل عقار الريفامبسين) للمخالطين لمدة 10 أيام. أما الترصد في المواقع المختارة، فيتم من خلال فحص عينات السائل النخاعي في 12 مستشفى حميات باستخدام تقنية PCR في المعامل المركزية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية. هذا النظام الشامل يضمن الكشف المبكر عن أي حالات إصابة بالمرض واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشاره.
التطعيمات الوقائية ودورها في حماية المجتمع
تولي وزارة الصحة اهتماماً كبيراً بتوفير التطعيمات الوقائية اللازمة لحماية المجتمع من الالتهاب السحائي. توفر الوزارة 6.5 مليون جرعة سنويًا من التطعيم الثنائي (A&C) لتلاميذ الصف الأول في جميع المراحل التعليمية. كما توفر 600,000 جرعة سنويًا من التطعيم الرباعي للمسافرين إلى الدول الموبوءة أو لأداء الحج والعمرة. بالإضافة إلى ذلك، تم إدراج تطعيم الهيموفيلس إنفلونزا ضمن جدول التطعيمات عند عمر (2، 4، 6 أشهر) منذ فبراير 2014، بجانب تطعيم BCG للوقاية من الالتهاب السحائي الدرني. هذه الجهود المتواصلة تساهم في تعزيز المناعة المجتمعية وتقليل خطر الإصابة بالمرض.
نفي شائعة وفاة 4 أشقاء
أكدت وزارة الصحة أن ما يشاع عن وفاة 4 أشقاء في نفس التوقيت بسبب الالتهاب السحائي هو عارٍ عن الصحة وغير موثق علميًا، وذلك للأسباب التالية: أولاً، لا يوجد دليل طبي يدعم حدوث الوفيات في توقيت واحد في الأمراض المعدية. ثانياً، يجب استبعاد الأسباب غير المعدية (مثل التسمم الغذائي أو الكيميائي) قبل تأكيد السبب. ثالثاً، في حالات التفشي الأسري، تكون الوفيات متقاربة زمنيًا (ضمن أيام)، وليست متطابقة. رابعاً، استجابة الأجسام للعدوى تختلف حسب العمر، المناعة، والعبء الفيروسي، مما يجعل الوفاة في توقيت واحد لـ4 أشقاء غير منطقية طبيًا. وشددت الوزارة على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات وتجنب تداول الشائعات أو الأخبار الطبية غير الموثقة، حفاظاً على الصحة العامة ومنعاً لإثارة الذعر بين المواطنين.