في خطوة واعدة نحو تحسين الكشف المبكر عن سرطان الثدي، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة بافالو الأمريكية عن نظام تشخيصي جديد يمكنه الكشف عن وجود إصابة بسرطان الثدي في أقل من دقيقة واحدة. هذا الابتكار، الذي يعتمد على تقنية التصوير الضوئي الصوتي والتصوير بالموجات فوق الصوتية، يمثل نقلة نوعية في مجال الفحص الطبي، حيث يوفر بديلاً أسرع وأكثر راحة لتصوير الثدي بالأشعة السينية التقليدي.
نظام OneTouch-PAT: تقنية متطورة للكشف المبكر
النظام الجديد، الذي أطلق عليه اسم OneTouch-PAT، يعتمد على الجمع بين تقنيتين متكاملتين: التصوير الضوئي الصوتي والتصوير بالموجات فوق الصوتية. وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "IEEE Transactions on Medical Imaging"، لا يتطلب هذا النظام ضغطًا مؤلمًا على الثدي، كما هو الحال في تصوير الثدي بالأشعة السينية. بدلاً من ذلك، تقف المريضة وتضغط برفق على ثديها على نافذة التصوير. هذه الميزة تجعل الفحص أكثر راحة وأقل إيلامًا، مما قد يشجع المزيد من النساء على إجراء الفحص الدوري للكشف عن سرطان الثدي.
في الاختبارات التي شملت أربعة أفراد أصحاء و61 مريضة بسرطان الثدي، أنتج نظام OneTouch-PAT صورًا ثلاثية الأبعاد واضحة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأنواع سرطان الثدي الفرعية الشائعة، مثل Luminal A وLuminal B وسرطان الثدي الثلاثي السلبي. هذه القدرة على التمييز بين الأنواع المختلفة من سرطان الثدي يمكن أن تساعد الأطباء على وضع خطط علاجية أكثر فعالية وملاءمة لحالة كل مريضة.
مستقبل واعد في مكافحة سرطان الثدي
أكد الدكتور جون شيا، الباحث الرئيسي في الدراسة، على أن هناك المزيد من الأبحاث المطلوبة قبل أن يصبح من الممكن استخدام هذا النظام في التشخيص الروتيني. ومع ذلك، أشار إلى أن إمكانات OneTouch-PAT في تعزيز أساليب التصوير الحالية والمساعدة في مكافحة هذا المرض الرهيب تعد مبشرة للغاية. فالكشف المبكر عن سرطان الثدي يلعب دورًا حاسمًا في زيادة فرص الشفاء وتقليل الوفيات الناجمة عن هذا المرض.
يعد سرطان الثدي من الأسباب الرئيسية لوفاة النساء حول العالم، وقد ساهم الكشف المبكر، غالبًا من خلال تصوير الثدي بالأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، في إنقاذ أرواح لا تُحصى. وعلى الرغم من أن تصوير الثدي بالأشعة السينية متوفر على نطاق واسع وغير مكلف نسبيًا، ولكنه أقل دقة لدى النساء ذوات أنسجة الثدي الكثيفة، ويتضمن إشعاعًا ومؤلمًا. أما الموجات فوق الصوتية، التي تُستخدم غالبًا مع تصوير الثدي بالأشعة السينية، فهي أفضل مع أنسجة الثدي الكثيفة، ولكنها قد تُعطي نتائج إيجابية خاطئة، وتعتمد جودتها على مهارة أخصائية التصوير بالموجات فوق الصوتية. بينما تعتبر الأدوات الأخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي فعالة ولكنها مكلفة وتستغرق وقتا طويلا وغير متوفرة على نطاق واسع. نظام OneTouch-PAT الجديد يهدف إلى التغلب على هذه القيود من خلال توفير فحص سريع ودقيق وغير مؤلم، مما يجعله خيارًا جذابًا للنساء اللاتي يبحثن عن بدائل لتصوير الثدي بالأشعة السينية التقليدي. ويجمع الجهاز الجديد كلا المسحين تلقائيًا ، دون أي احتمال لخطأ المشغل، مع بقاء المريضة في نفس وضعية الوقوف، حيث يجري الجهاز مسحًا ضوئيًا صوتيًا أولًا، يليه مسح بالموجات فوق الصوتية، ثم يُكرّر هذا النمط بشكل مُتداخل حتى يغطي الثدي بالكامل. ويقوم النظام بعد ذلك بمعالجة البيانات باستخدام شبكة تعلم عميق، لتحسين وضوح الصورة، وحسب قوة الحوسبة في هذه الخطوة، قد يستغرق ذلك بضع دقائق فقط، وفي النهاية، وجد فريق البحث أن نظام OneTouch-PAT يوفر رؤية أكثر عمقًا ووضوحًا لأورام الثدي مقارنةً بأنظمة التصوير الضوئي الصوتي والموجات فوق الصوتية التي تعتمد على المُشغّل.