تُعدّ قضية التكامل الإقليمي والقاري من القضايا المحورية التي تكتسب أهمية متزايدة في عالمنا المعاصر، حيث تسعى الدول إلى تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذا السياق، تبرز أهمية الدور الذي تلعبه مصر في النهوض بالقارة الأفريقية، انطلاقاً من إيمانها العميق بوحدة المصير والمستقبل المشترك لشعوب القارة. لقد حرصت مصر على الدوام على دعم جهود التكامل الأفريقي، والسعي نحو تحقيق طموحات شعوب القارة ودولها في التنمية والازدهار، مع الدفاع عن حقوقها ومصالحها في المحافل الإقليمية والدولية.
تشهد العلاقات المصرية الأفريقية طفرة ونقلة نوعية كبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
فمصر، بقيادتها الحكيمة، لم تدخر جهداً في سبيل تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة، وتقديم الدعم والمساندة لها في مختلف المجالات. وتتجلى هذه الجهود في مواقف مصر الثابتة والمناصرة للقارة الأفريقية في كافة المحافل الدولية، حيث تطالب باستمرار بضرورة حصول دول القارة على حقوقها المشروعة والاستفادة من مواردها الطبيعية، خاصة في مجالات التنمية والصحة والإعمار وإنهاء الصراعات والنزاعات. كما تحرص مصر على المساهمة الفعالة في حل الأزمات الساخنة التي تشهدها بعض الدول الأفريقية المجاورة، انطلاقاً من حرصها على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، تعمل مصر على إحداث حركة تنموية كبيرة في القارة الأفريقية من خلال تنفيذ مشروعات استراتيجية تهدف إلى ربط مصر بأفريقيا وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة. ومن أبرز هذه المشروعات، مشروعات الربط بين مصر وأفريقيا من خلال قطاعى النقل والمواصلات، والكهرباء، وأهمها مشروع «القاهرة - كيب تاون»، الذي يهدف إلى إنشاء طريق بري يربط شمال القارة بجنوبها، مما يساهم في تسهيل حركة التجارة والسياحة وتعزيز التواصل بين الشعوب. كما تولي مصر اهتماماً كبيراً بمشروع الربط الكهربى بين أفريقيا وأوروبا، الذي يهدف إلى إنشاء شبكة كهرباء موحدة تربط القارتين، مما يساهم في توفير الطاقة النظيفة والمستدامة للدول الأفريقية والأوروبية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مصر على تنفيذ مشروع الربط المائى بين مدينة الإسكندرية وبحيرة فيكتوريا، وكذلك السكك الحديدية للربط بين دول القارة، بهدف تعزيز التعاون في مجال إدارة الموارد المائية وتوفير المياه النظيفة للشعوب الأفريقية.
إن مشاركة مصر الفعالة في قمة الاتحاد الأفريقى تمثل حضوراً قوياً يؤكد التزامها بدعم القارة الأفريقية والدفاع عن مصالحها. فمصر، في ظل الجمهورية الجديدة، أصبحت أقوى صوت مدافع عن أفريقيا، ونموذجاً يحتذى به في السعي نحو تحقيق التنمية المستدامة في القارة والدفاع عن مقدراتها والاستفادة بها لصالح شعوبها. وتولي مصر اهتماماً خاصاً بقضية التغير المناخي، وتسعى إلى حشد الجهود الدولية لمساعدة الدول الأفريقية على التكيف مع آثار التغيرات المناخية والتخفيف من حدتها. كما تحرص مصر على مد يد العون للدول الأفريقية في مجالات الصحة والتدريب والتأهيل للشباب الأفريقي، بهدف تمكينهم من المساهمة الفعالة في بناء مستقبل أفضل للقارة.
ختاماً، يمكن القول إن مصر تلعب دوراً محورياً في دعم التكامل الإقليمي والقاري والنهوض بالقارة الأفريقية، انطلاقاً من إيمانها العميق بوحدة المصير والمستقبل المشترك لشعوب القارة. وتتجسد هذه الجهود في مواقف مصر الثابتة والمناصرة للقارة الأفريقية في كافة المحافل الدولية، وتنفيذ مشروعات استراتيجية تهدف إلى ربط مصر بأفريقيا وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة، والمشاركة الفعالة في قمة الاتحاد الأفريقى. إن مصر، بقيادتها الحكيمة، تسعى جاهدة إلى تحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي لشعوب القارة الأفريقية، والدفاع عن حقوقها ومصالحها في المحافل الإقليمية والدولية. حفظ الله مصرنا الغالية.